بهالوضع الدقيق، ودايمًا
كان وضعنا دقيق بهالبلد، شو ما كتبنا رح يكون الحدث سبقنا وصار في شي جديد، لأنّو
بين لحظة والتانيه بيصير فيه متغيّرات ومواقف وأفعال وردود فعل، وبيصير يللي انكتب
عتيق ومارق عليه الزمن، عدا عن هيك، الأكيد ما في ولا كتابة رح ترضي الكلّ، لأنّو
الانفعالات هيي المسيطرة وكلّنا عم نكتب تحت تأثير ماضينا المجروح، وحاضرنا الثائر،
ومستقبلنا الغامض. ومع هيدا كلّو، ع بالي قول كم شغلة:
1- مش هلأ الوقت أبدًا ت ينحكى عن تصفيات
حسابات خاصّة وحزبيّة ونبش الماضي ومحاسبة بعضنا كأفراد، لأنّو هالشي بيضيّع
الجهود وبيقسّم الآراء.
يعني مش وقتها ينحكى عن
الكوفية ورمزيتها وتحدّي الآخر فيا، ولا ضروري هالآخر ما يشوف بالثورة غير
الكوفية،
ومش وقتها تنفرض مسألة
إزالة الصور للزعماء، يعني خلّيها تكون الشغلة عفوية ومش تحدي، ومش وقتها كمان كلّ
حدا يقول: إلّا زعيمي، وزعيمي خطّ أحمر...
ومش وقتها الاحتفالات
الدينيّة يللي معقول تعمل حساسيّات ومش ضروري من ناس من غير طايفة ولكن يمكن من
ناس مش متديّنين، وكمان مش وقتها نحاسب ع النقطة والفاصلة...
ومش وقتها ينحكى عن سلاح
حزب الله وتياب الجنوبيات (ع فكرة في مسيحيات بالجنوب وتيابن مختلفة...)،
هودي كلّن أمور بيأخّروا
الثورة وبيعرقلوا مسيرتها، المهم التركيز ع الفساد واسترداد الأموال المنهوبة
ومعالجة الأوضاع الاقتصاديّة والبيئيّة والصحيّة... غير هيك تضييع وقت وجهد وطاقة،
وبيخلّي كلّ إنسان أسير ماضيه وع سلاحو، حتّى لو كان سلاحو طنجرة! أمّا باقي
الأمور فبعتقد بتسقط لحالها لمّا البلد يعبر لما بعد بناء الدولة.
2- الفنّانين يللي عم
ياخدوا موقف من الثورة رفضًا أو حيادًا ما بعرف شو هوّي مفهومن للثورة وشو شروطها
بالنسبة إلهن: ولاد الرحباني، مرسيل خليفة، شربل روحانا، جورج خبّاز، ماجدة الرومي، جوليا، جاهدة وهبه، عبير نعمه، وغيرن كتار... بفهم الواحد يقول
أنا ما بدّي إحكي سياسة، بس هيدي مش سياسة، هيدا مصير وعم يتقرّر، يمكن ما رح تظبط
مع الثورة، ولكن الأكيد إنّو الوضع ما كان أحسن، والفقر كان رح يطال كتار وما خصّ
الثورة...
فكتير
مهم ينعرف موقف كل شخص بهالمرحلة. بفهم القرف يللي صايبنا كلّنا، وبفهم اليأس من
أي تغيير، وبفهم الغموض يللي عم يخلّينا نقول الله يستر مدري شو ناطرنا... ولكن
قلت مرّة وبرجع بقول: النهر أجمل من المستنقع، ولو كان هالنهر بدّو يجرف كلّ شي...
وبالنسبة
لأسامة الرحباني تحديدًا، وبعيدًا عن الجانب الفنيّ طبعًا، انتبهت لشغلة بتميّز ولاد
الرحباني عن الأخوين رحباني... عاصي ومنصور عرفوا الفقر وعاشوه واختبروه... وهالشي
ما عرفوه ولادن، يمكن كرمال هيك ما فينا ننطر من الولاد يللي شفنا بمسرح الأهل.
3-
بخصوص موقف بكركي الرماديّ، على عكس مواقف المطران عودة: بعتقد إنّو البطريرك
الراعي عندو تلات مشاكل كبار بهالخصوص، أول شي الفضايح يللي رافقت بداية عهدو وارتباطها
بشخص وليد غيّاض، وهالشي بيخلّيه يبتعد عن الحكي العنيف عن الفساد، لأنّو رح يلتقى
مين ينبش هالملفّات وغيرها (مش معنى هالشي إنّو ما في ناس بتحكي عن الفساد
بمطرانية بيروت للروم الأرثوذكس). تاني شي مطران بيروت بولس عبد الساتر المحسوب
على العهد ويللي ضدّ الثورة بحسب كتير من الكهنة، ويللي بتقول بعض المصادر إنّو
إلو تأثير ع موقف البطريرك من الثورة. تالت شي وأهمّ شي موقف الراعي الحرج بين
القوّات من جهة يللي عم يقولوا إنّن مع الثورة، والعونيين يللي هني أكيد ضد
الثورة. يعني مش سهل ع البطريرك الراعي ياخد موقف يمكن يأدّي لمواجهة خطرة مع أحد
الفريقين المسيحيّين.
4-
بخصوص الأفلام والأقلام يللي عم تحكي عن فقير مزيّف ومريض محتال ومتسوّل معو مصاري
عم تنشر الثورة أخبارن وصورن وتستغلن... يمكن يكون مظبوط في محتالين (وكلّنا منعرف
محتالين ونصّابين)، ولكن مش يعني ما في مرضى أو فقرا أو محتاجين... ما ضروري نشوف
هودي الناس ع الكاميرا، ولكن هني نحنا ومعنا وبيناتنا... لأنّو كلّنا فقرا ومرضى
ومحتاجين، ويللي مش هيك لازم نسألو من أين لك هذا؟ مين ما كان يكون...