واضح إنّو
في نسبة جهل مش طبيعيّة بمعرفة تاريخ الموارنة، عند كتير من الموارنة وغيرن، وواضح إنّو نادرين يللي بيقروا مقالة كاملة أو كتاب كامل، أو شايفين الصورة من كلّ جوانبها، وخصوصا من الجيل الجديد يللي ما سمع عن الحرب وما داقها. يعني
صاروا كتار بدن أو يدافعوا بجنون عن البطريرك صفير أو يهاجموا بشراسة، ولكن
الأكيد إنّو عند الفريقين في مستوى عالي من شوفة الحال والغرور وادّعاء المعرفة،
والأسوأ مستوى عالي من الثقة بإنّو هيدي المعرفة لا تقبل الجدل لأنّها حقيقة
مطلقة.
أوّل شي،
بحبّ وضّح ل يللي ما بيعرفو إنّو القداسة عند الموارنة كتير هيّنة وما بدّها عجايب
متل ما بيفّكروا الناس، يعني مش غلط يعتبر البعض إنّو البطرك صفير قدّيس: لأنو
ولا مرّة حدا قال - خصوصًا من معارضينو - إنّو سرق أو زني أو أخد ممتلكات أو قتل
أو طمع بما لغيره... والأهم إنّو تنازل عن مركزو بوقت الكلّ عم يركض ورا مركز
وكرسي... وأكتر من هيك شو بدكن قداسة؟
وبالمناسبة القديس شربل كان عرضة لسخرية كتير من الرهبان والعمّال بالدير لأنو كان برأين زلمه بسيط، وبينضحك عليه...
وبالمناسبة القديس شربل كان عرضة لسخرية كتير من الرهبان والعمّال بالدير لأنو كان برأين زلمه بسيط، وبينضحك عليه...
تاني شي، ل
يللي بيحبّوا البابا يوحنا بولس التاني والبابا فرنسيس وما بيحبّوا البطرك صفير
بسبب تعاطيه السياسة، تذكّروا إنّو في فرق بين الموقف السياسيّ والموقف الوطنيّ،
وفي كتير فرق بين العمل في الشأن العام من أجل الناس، أو من أجل مصلحة خاصّة. وما
تنسوا إنّو البابا يوحنا بولس، والبابا فرنسيس كمان اشتغلوا سياسة وكان إلن مواقف
من الأنظمة السياسية متل النازية والشيوعيّة. فليش البطرك صفير ممنوع من إبداء
رأي أو اتّخاذ موقف؟ خصوصًا إنو مواقفو كانت واضحة إنّها مش مع طرف سياسي معيّن
حتّى لو في أطراف سياسية قرّرت إنّو معها وغيرها قرّر إنّو ضدها.
يمكن الغلطة
الوحيدة يللي ارتكبها البطرك صفير، وكتبت عنها بأوّل عملي في الصحافة وكنت إكتب
باسم مستعار هوّي مي م الريحاني هيي إنّو ما أنزل الحرم الكنسي بالزعيمين (وقتذاك)
جعجع وعون. ولكن اليوم بعرف إنّو هيك قرار شو كان عمل بالمسيحيين، وشو كانت رح
تكون ردود الفعل، وبالتالي كانت المخاطرة كبيرة ومصيريّة.
تالت شي، نسيوا اللبنانيين كل مشاكلهم هلأ وما عاد في غير إذا البطرك صفير قدّيس
أو لأ؟ ومع مين هوّي وضد مين؟ ونسيوا الفساد، والكهربا، والمي، والتلوّث، والأمراض،
وما عاد في غير تابوت البطرك، ودفن البطرك، والحداد ع البطرك، ومواقف من البطرك...
طيب صرلوا البطرك كذا سنة مستقيل وما عاد عندو سلطة، واستلموا السياسة يللي بيقولوا إنّو البطرك كان ضدّن
(مع العلم إنو هالشي مش صحيح) فليش الأوضاع بعد ما ظبطت، وإذا الأوضاع بدها وقت ت
تظبط، عال اتركوا البطرك يرتاح بقبرو - وبحيالّا تابوت - وروحوا اشتغلوا شي ينفع
البشرية:
اخترعوا دوانضّفوا الطرقات
ازرعوا شجر
افرزوا الزبالة
وقّفوا ع الإشارة الحمرا
علّموا ولادكن دروسن
اسمعوا موسيقى
افرزوا الزبالة
وقّفوا ع الإشارة الحمرا
علّموا ولادكن دروسن
اسمعوا موسيقى
احضروا فيلم
افتحوا كتاب
افتحوا كتاب
تعلّموا
التهذيب
ولكن رجاء ما تصيروا كلّكن محلّلين ونقّاد ولاهوتيين وخبراء وتعطوا
آراء بكلّ شي وبكلّ حدا، خصوصًا إنّو الوضع ما بقا يحمل، والبلد ع كفّ عفريت، ومش
ناقصنا لا نفتح صفحات قديمة كلّها قتل ودم وحقد ولا نطلق مواقف سخيفة ما فيها شي
من المعرفة والحكمة والمحبّة...
ول يللي بدّن يقولوا: بلّشي بحالك وما توعظينا بحبّ خبّرن: إنّي تلات
مرّات تركت شغلي بسبب مواقفي، وما عندي تعويض نهاية خدمة، وما عندي حساب بالبنك،
وما عندي بيت ولا سيّارة، وكتبت بالصحافة مجّانًا، وبوزّع كتبي مجّانًا... وعلّمت
ميّات التلاميذ مجّانًا... يعني باخد موقف وبدفع حقّو وما بقبض من حدا. وأكتر شي
عملتو إني كتبت كتاب وفشّيت خلقي، ولكن ما تعرّضت لحدا بإسمو لأنو كان بهمّي الوضع المارونيّ بشكل عام. ومع هيدا كلّو دفعت
الثمن!
فروحوا اشتغلوا شي ينفع البشرية، لأنو واضح إنّو هيدا
يللي عم يصير ما بينفع حدا...