الخميس، 9 أكتوبر 2025

أرز الربّّ هيكل مقدّس أم خشب مكدّس؟

 


صفحات التواصل الاجتماعيّ ملأى بالأخبار المتناقضة حول ما يجري في غابة أرز الربّ. ومن أعرفهم في تلك المنطقة منقسمو الرأي حول حقيقة ما يجري فيها ما يدفعني شخصيًّا إلى طرح جملة أسئلة حول هذه المسألة التي تدخّل فيها أهل العلم وجماعة الإكليروس ومن ينطق باسمهم وأرباب السياسة والمشاريع الإنمائيّة والمنشغلون بالهموم البيئيّة. لن أسأل أحدًا من معارفي وأصدقائي من أبناء تلك البقعة، فلكلّ منهم، بحسب صفحته على فيسبوك مثلًا، رأي يخالف الآخر ويختلف عنه جملة وتفصيلًا. لكنّي لن أعتبر غابة الأرز شأنًا خاصًّا بأهل نلك المنطقة وأنأى بنفسي عنها. فحين تختلف الآراء بهذا الشكل القاطع والحاسم يعني أنّ في الأمر قطبًا مخفيّة ومخيفة، ما يدفعني للتأمّل ومحاولة فهم ما أقرأ.
هل نحن ما زلنا في غابة الأرز حيث الشموخ والسموّ أو صار يصحّ أن نقول "غابت شمس الحقّ" عن غابة بات يراد لها أن تكون حلبة صراع جديدة؟ وهل نحن أمام مرض بيئيّ فقط أمّ أنّ سوس المصالح الخاصّة يريد اجتياح تلك البقعة الجميلة؟
الأسئلة عندي كثيرة، والمخاوف أكبر وما أسمعه وأقرأه لا يبعد القلق بل يضاعفه.
كتب أحدهم إنّ الكنيسة المارونيّة تريد هدم كنيسة الربّ الصغيرة لإقامة كنيسة أكبر.
كتبت إحداهنّ إنّ استريدا جعجع تريد أن تبني مدرّجًا ثابتًا ودائمًا من خشب الأرز لتنافس بمهرجاناتها مهرجانات بعلبك.
تساءل ثالث: أين يذهبون بكلّ هذا الخشب المقطوع؟
واستهجن رابع سكوت وزارات البيئة والثقافة والزراعة عن مسألة وطنيّة كهذه كون الأرزة رمز لبنان.
وقرّر خامس أنّ "ولاد المنطقة أدرى بأمورهم وما حدا لو حقّ يتدخّل"
وحسم أحدهم الأمر بأنّ الغابة وقف للكنيسة وهي حرّة أن تفعل بها ما تشاء.
في مسرحيّة "جبال الصوّان" للأخوين رحباني تسأل غربة (فيروز) أهل بلدها: هدّتكن الإشاعات؟ فيجيب الناس: فاجأتنا يا غربة.
فهل من يحسم أمر الغابة ووضعها وأمراضها وطرق معالجتها وحمايتها قبل أن تنتشر الأقاويل والتكهّنات أكثر وأكثر، وقبل أن تقع "الفأس في الرأس" على ما يقول المثل اللبنانيّ الشعبيّ؟
يقال في لبنان إنّ اللجان مقبرة المشاريع، وأضيف أنّ كثرة الخبراء تمهّد الطريق للوصول إلى هذه المقبرة. فلماذا لا تتمّ الاستعانة بخبراء أجانب تحت رعاية الأونيسكو لحسم وضع الغابة وتحديد سبل حمايتها لتكف الألسنة والأقلام والمقالات عن نشر أشجار هذه الغابة؟
من المؤسف أنّنا في هذا البلد صرنا يومًا بعد نفقد الثقة بخبراء الدولة ولجانها، ولا نؤمن بتدخّل بكركي إلّا إذا كان في الأمر مشروعًا (غير شرعيّ) مثمرًا لجيوب المشرفين عليه، ولنا في حرج حريصا مثل وعبرة. لذلك لا بدّ من حسم الأمر قبل فوات الأوان وقبل أن يطال منشار الخشب الشجرة على علم نريد له أن يبقى سليمًا غير ممزّق.

مشاركة مميزة

فتاة تدخل ومعها تفاصيل حين نهتمّ بها، حياتنا أجمل - 5 تشرين الأوّل 1993

فتاة تدخل ومعها تفاصيل حين نهتمّ بها، حياتنا أجمل حضرة الأستاذ زاهي وهبي في الرّسالة الأولى، أردت أن ألفت انتباهك إلى بعض الأم...

من أنا

صورتي
الريحانيّة, بعبدا, Lebanon
صدر لي عن دار مختارات: لأنّك أحيانًا لا تكون (2004)، رسائل العبور (2005)، الموارنة مرّوا من هنا (2008)، نساء بلا أسماء (2008)- وعن دار سائر المشرق: كلّ الحقّ ع فرنسا (رواية -2011- نالت جائزة حنّا واكيم) - أحببتك فصرت الرسولة (شعر- 2012) - ترجمة رواية "قاديشا" لاسكندر نجّار عن الفرنسيّة (2012) - ترجمة رواية "جمهوريّة الفلّاحين" لرمزي سلامة عن الفرنسيّة (2012) - رواية "للجبل عندنا خمسة فصول" (2014) - مستشارة تربويّة في مدرسة الحكمة هاي سكول لشؤون قسم اللغة العربيّة.