الى ريما عاصي الرحباني حارسة الهيكل
لما عرفت بخبر موت زياد خطر ع بالي بطبيعة الحال فيروز اول شي، وعاصي الابن اللي تربى ببيت زياد، وريما حارسة الهيكل.
كتبت لفيروز ت تسامحو ع رحيلو
نشرت نص قديم عن عاصي التائه بين الهويات القاتلة
وهلأ عم بكتب لريما قبل ما إسكت بكرا، يوم توديع جسد زياد يللي أنهكو المرض.
ريما اليوم بوضع ما ممكن حدا عاقل يحسدا عليه. في متل شعبي لبناني بيقول: كل النادبات كذّابات ما عدا الإمّات والخيّات... كلنا زعلنا ع زياد ولكن ما حدا بيقدر يكون مطرح الإم والإخت.
ريما اليوم قدام مزيج من الحزن والغضب والمسؤوليات والواجبات، ومرّات بسأل حالي مين عم يتعكّز ع مين: فيروز ع ريما أو ريما ع فيروز.
اليوم ريما عم تصير مسؤولة عن أرث جديد ما اختارت تحملو. فعدا فيروز وعمرا وصحتا وصورتها بالإعلام وإرثها الفني، وعدا إرث عاصي ومشاكلها مع ولاد عمها، وعدا مسؤوليتها عن هلي ورعايتو الصحية، فل زياد وتركلها ورتة جديدة وهموم جديدة.
هالبنت البيقولو عنها مجنونة، أقل شي تجن
هالبنت البيقولو عنها قوية، أقل شي تجبر حالا تكون قوية
هالبنت، بنت عاصي وفيروز وإخت زياد، تركتا ليال وحدا تحمل هم الكل وما بعرف مين حامل همها.
ريما اليوم حارسة هيكل، هيي اليوم عطر الليل اللي حمّلوها السيف (إيّام فخر الدين)، هيي غربة اللي تركلا بيّا البوابة (جبال الصوّان)، هيي بياعة البندورة المحكوم عليا لأنا حكيت (الشخص)، هيي زاد الخير اللي عم تبكي ع ديك المي اللي راح مرة وما رجع وحاملة مفاتيح بيت أهلها وخيّها ومدفن العيلة (ناطورة المفاتيح)، هيي لولو السويعاتيّة اللي انحكمت ظلم وما حدا دافع عنا (لولو)، هيي هيفا القوية رفيقة جدها صديق المهربجية (يعيش يعيش)، هيي زيّون اللي إذا تعطّلت سيّارتها وتأخرت عن عرس بتصالح الناس وبتعمل عرس (ميس الريم)، هيي هالة اللي بتبيع وجوه ت تشتري لإختا فستان وزغير وشي لعبة لخيّا (هالة والملك)، وهيي ماريّا اللي دقّت ع الشباك وطل الورد ت يقول إنو اللي بدو يفل لازم يترك عطر بهالكون متل ما عمل عاصي وزياد (ناس من ورق)، هيي وردة يللي تعلّمت وعلّمت إنو الانتظار بيخلق محطّة وشوق السفر بيجيب التران (المحطّة)، وهيي قرنفل اللي نزلت ع عتمة البير ت تحمل الختم وتمشّي أمور (العيلة) والدولة ...
يمكن ريما اليوم هيي ملكة بترا الرافعة راسها بعنفوان ولو كان موت عاصي وزياد كسرلا ضهرا، ولو كان مرض هلي صليبها اليومي، ولو كان عمر فيروز عم يحضّرها كل يوم ليوم ما بدها يوصل... ولا بدنا يوصل.
هل كان عاصي عم يكتب ل فيروز أو ل ريما أو يمكن ل ليال؟ يمكن لمرا مندورة تحمي عبقريتو وعبقرية ابنو. كأنو كان عارف إنو المرا بمسرحو متل ستو إم عاصي قوية وقادرة تواجه أكتر من رجال العيلة. ومتل فيروز بتترك وجعها بالبيت وبتوقف ع المسرح توزّع حلم، أو متل ريما ما بتقبل بغير الحق والعدل.
ريما بدءا من بكرا، وبس تخلص مراسم الدفن، ولما يفلّوا المعزّين وتنطفي الكاميرات رح تبقى هيي وفيروز بعد ما ينام هلي... ويبكوا ع السكت.
ريما يا حارسة هيكل العبقرية، يا راهبة بدير الإبداع، يا مؤتمنة ع تراث بدو دولة ومؤسسات وما بيقدروا يعملو شغلك... بتمنالك تضلي محاطة بناس بيحبوكي، وبتوثقي فين، وبتقدري تبكي قدامن، ت تضلي قوية قدام فيروز.