بول غوغان |
2015
الآن، هنا، عند هذه الساعة العالقة بين السهر والليل، أمام هذه
الشاشة البيضاء، ماذا أفعل وماذا أنتظر؟ بعد نهار شاقّ من العمل مع أولاد يبحثون
عن لغة، ومع لغة تبحث عن ناطقين بها، كيف يكون لهذا العالم الوهميّ الافتراضيّ
دورٌ وأنا أخطو بسكينةِ من لا تريد شيئًا نحو عمق النصف الثاني من حياة لا أعرف
سوى أنّها كانت تستحقّ أن تعاش؟
في عالم
يكفي أن ينقطع التيّار الكهربائيّ فيه كي يختفي آلاف الأصدقاء والقرّاء، علامَ
أراهن؟
في عالم
تتجوّل فيه الأرواح الهائمة باحثة عن أوراح هائمة أخرى، كيف خطر لي أنّني سأجد
أمانًا؟
في عالم لا يموت فيه أحد، بل يبقى فيه الجميع صورًا تضحك وصفحات
لا تطوى، وذكريات لا تسمح لنا بنسيانها، لماذا تركتُني منساقة في دهاليز متاهته
مرة بعد مرّة؟
في عالم لا ضجيج فيه... ولكن لا أصوات كذلك!
في عالم كلّنا فيه عميان... لا نرى سوى ما يخبرنا به الآخرون!
في عالم، لا رائحة فيه ولا عطر، لا لمسة ولا دفء، ولا طعمَ سوى
لمرارة الخيبة، ولا كلمة إلّا موعودة بإعجاب عابر...
في عالم كهذا، حيث الحبّ وليد الوهْم، والرغبة ابنة الحاجة،
والثورةُ نتيجة الانفعال، والموقف أسير العاطفة، ماذا ننتظر كلّنا أن نجد؟ حبًّا؟
وطنًا؟ حريّة؟ أمانًا؟ أم ممَّ نهرب؟ من الوحدة؟ من الخيبة؟ من الألم؟ من العمر؟
ومن أين لنا هذا الإيمان بأنّ الكلمات التي نطلقها في فضاء هذا العالم ستصير
أناسًا أو تربطنا بأشخاص، أو تذهب بنا ضحايا تصديقنا كذبةَ وجود روح هائمة أخرى
تسبح في رحم هذا الافتراض وتنتظرنا؟
***
سألتني الكاتبة والناقدة مايا الحاج في معرض تحقيق صحافيّ
لجريدة الحياة عن علاقة الناس بالتواصل الاجتماعيّ، فكان جوابي الذي خالف آراء
كثر: هذه الوسائل يستخدمها المتقدّمون في العمر أكثر من المراهقين والشباب.
نعم، هي إنتاج شبابيّ لكنّها الآن تعويض للخائبين، ومسرح
للحالمين، وملتقى الذين ضاقت بهم الأرض... وهؤلاء من العجزة والشيوخ بغضّ النظر عن
أعمارهم.
وليلة بعد ليلة، أكتشف كيف أنّنا، نحن الأرواح الهائمة، نعود
إلى كهوفنا، وننزوي فيها لنستحضر أرواحًا هائمة أخرى، أرواحًا معذّبة، ترمي بنفسها
في شباك كلماتنا بلا تردّد أو خجل. بل برغبة أكيدة في التعلّق بحبال الهواء
المفترض وجوده في قوقعةٍ مذ اكتشفناها تقوقعنا فيها.
يا للخديعة الكبرى! هنا حيث يعود الناس من الماضي، وحيث يخون
الناس أحبابهم، وحيث يصير الجبان بطلًا، والعاجز قادرًا، والقبيح جميلًا، والقارئ
كاتبًا، والمهمّش مُنَظّرًا... هنا حيث يسهل العبور، فتختفي أسماء، وتغيب وجوه،
ثمّ يعودون، كلّهم، أصحاب الأسماء والوجوه، ويعاتبون، ثمّ يختفون، ثمّ يظهرون
فجأة... هنا، ماذا نفعل سوى أنّنا نوهم أنفسنا بأنّنا نكمل حياكة الشرنقة لعلّنا
نصير فراشات... ونتناسى أنّ الفراشات لا تخرج من الكهوف...
هو
عجزنا أمام فائض النفاق يا صديقتي
قوية
!
يبدو
لي ان هذا الافتراضي هو حقيقتنا بلا رتوش أو مُحسّنات لفظية يا ماري ،، حسنآ فعلتِ
في الذهاب بعيدآ حيث المسكوت عنه والذي نخشى افتضاحهُ ذات نزق أو ذات صدق ،، ولكن
أليست هذه هي لعبة القدر ذاتها ؟ ألّا ترَين معي أنّ حياتنا بمجملها لا تختلف
كثيرآ عن صورٍ وكلماتٍ مُستعادةٍ على شاشة كمبيوتر ؟ ،،، أخشى فقط على لحظة صدقٍ
كالتي أقرأها لكِ الآن تتلاشى في تضاعيف وهم الكلمات و الصور بنسخها المختلفة أو
المُتكرّرة يا صديقتي النبيهة ،،،، تحياتي
سيدتى:صدقينى
دمت كثيرا محاولا ان اعبر عن عشقى لكلماتك وفشلت
فجمال كلماتك كراقصة بالية ترقص على اوتار القلوب
وعمق فكرتك ومضات ضوء تشعل العقل نور
فكلماتك ترافقنى وتؤنسنى فى وحدتى -دمت جميلة
فجمال كلماتك كراقصة بالية ترقص على اوتار القلوب
وعمق فكرتك ومضات ضوء تشعل العقل نور
فكلماتك ترافقنى وتؤنسنى فى وحدتى -دمت جميلة
نذل
و متواطىء كل من يقدر على رؤية صديق ولا يفعل .
نذل و متواطىء كل من يرى قلباً مفعماً بالحب و الحياة ولا يقيم فيه .
نذل ومتواطىء كل من يلمح بريقاً في عينين عميقتين بالمعنى والخيبات ولا يقدم على رؤيتهما عن كثب .
نذل و متواطىء كل من يعبر نصاً عظيماً دون أن يقف مع نفسه .
وقد نكون كلنا متواطئين على أنفسنا بهذه النسبة أو تلك ، للأسف .
نذل و متواطىء كل من يرى قلباً مفعماً بالحب و الحياة ولا يقيم فيه .
نذل ومتواطىء كل من يلمح بريقاً في عينين عميقتين بالمعنى والخيبات ولا يقدم على رؤيتهما عن كثب .
نذل و متواطىء كل من يعبر نصاً عظيماً دون أن يقف مع نفسه .
وقد نكون كلنا متواطئين على أنفسنا بهذه النسبة أو تلك ، للأسف .
***
يا
ربّ! أبعدْ عنّي هذه الكأس
فأنا أعرف ما سيحصل حين أشرب معه...
خصوصًا حين أكون غاضبة منه...
فأنا أعرف ما سيحصل حين أشرب معه...
خصوصًا حين أكون غاضبة منه...
*********************
2014
أجلسُ
على حافة السرير، أنظر إلى أغراضك المنشورة في كل مكان، بفوضى يحسدك عليها العالم
العربيّ. جوربان افترقا في منتصف الطريق، حذاء تعب من المشي بين ركام العمر، كتب،
أوراق، علب سجائر... أكاد أبكي من نقمتي عليك، غير أنّني أهبّ منتفضة، وأهجم عليك
لأمسك بقميصك الأزرق المبقّع بالنبيذ، وأنا أصرخ: والله العظيم، إن لم تكتب قصيدة
أجمل من سابقتها فسأجعلك تلعن الساعة التي عرفتني فيها...
رائعه
بطريقتك المميزة برسم لوحات بالاحرف ، رائعة و رائعة و رائعة .
ما
هذه الروعة....! ما هذا الكلام المطرز بإِبَرِ الجمال...!أبدعتِ مشهدا لا تستوعبُه
اللوحات سيدة ماري
ما
تكتبن يا ماري جميل ورائعْ....ليس من اعْتيَّاديّ الكلام، لا و الله عميقٌ وصاحب
القلم بارعْ...غاليتي لو كان لي وقتٌ لَمَ لَمَتَّعْتُ فكري و نزعْت ُ
البراقعْ...أعدُك غاليَّتي بأنّني سأوقف عقارب ساعتي و أفكُّ قيديَ المانع... أمرّ
على جداركم ...أعوم في بحر مهموم لشوائب العصر أراهْ إنْ لم أخْطَأْ مثلي لمَّا
يصارعْ
يا
للقصيدةِ .. كم هي عصيّةٌ و قصيّة ، مثل شفقٍ خرافيٍ ، أو سرابٍ تماهت ملامحه ،
ترنو اليها العيون الكفيفة و لا تطالها ، رحماكِ ماري ، أخطاؤه المقدسة لم تبلغ
الحلم بعد ، و مازال يتعثّر بكلماته القليلة ، مازال يلثغ بالألف و الباء و الكاف
ماري
ياماري.. صاحب القميص الازرق سكن قلبي منذ أيام.. وحروفك ارسلها له..واقرأها له
وكأنك تقولين مايجول في خاطري
Bassam
Abu-Ghazalah
غريب.
أنا لا أدخن! أما الشعر فلك هذه:
جعلتُكِ في كأسي لأنكِ خمرتي
فذاب زجاجُ الكأسِ إذ ذبتُ قبلَه
فيا تلكما العينانِ مهلاً على فتىً
أضاعَ من العشقِ المُبرِّحِ عقلَه
جعلتُكِ في كأسي لأنكِ خمرتي
فذاب زجاجُ الكأسِ إذ ذبتُ قبلَه
فيا تلكما العينانِ مهلاً على فتىً
أضاعَ من العشقِ المُبرِّحِ عقلَه
***
أقسمُ
بشغفي أن أخلصَ لك حتّى آخر كلمة
آخر كلمة في هذه القصيدة!
آخر كلمة في هذه القصيدة!
Anwar Abou Ltaif
بشعرك الاخلاص تقرر وانحسم...
ولآخرحروف القصيدة حب انوسم
وبكلمتك مازالو الشغف موجود
ماعاد في داعي لحلفان وقسم ...
بشعرك الاخلاص تقرر وانحسم...
ولآخرحروف القصيدة حب انوسم
وبكلمتك مازالو الشغف موجود
ماعاد في داعي لحلفان وقسم ...
***
خطيئة
يوم الأحد:
اغفر لي يا إلهَ الحبّ، أزور كنيستك مرّة في الأسبوع، أمّا قصيدتُه فمزاري كلَّ يوم!
اغفر لي يا إلهَ الحبّ، أزور كنيستك مرّة في الأسبوع، أمّا قصيدتُه فمزاري كلَّ يوم!
"كنت أنتظر هذه الفتوى من الله عبر شاعرٍ..." ارجو انك
تسجليها،فما اجملها واجملك يا سيدة الأحد
مااجمل
الخطايا في مزار الشعر المُقدس .
اصبح
عندي يوم الاحد من احب ايام الاسبوع وانتظره بفارغ الصبر لاتشارك معك صلاة يوم
الاحد
ومزاري
قصيدتك كل يوم ست ماري ....يسعد صباحك
يبدو
انك الوحيدة التي ستدخلين الجنة ، وحيدة يا مسكينة لاننا كلنا في الجحيم
Bassam
Abu-Ghazalah
غفرت
لك
*********************
2013
أتقدّم في العمر على
درب لقائنا ولا أخشى العتمة
أفرح بتجعيدة جديدة في عنقي
لأنّني أعرف أنّ شفتيك ستلاحقان تعرّجاتها
وتزرعان عند منحنيات دربها قبلاتٍ دافئة
تنمو وتمتدّ جذورها في شراييني
وتعربش أغصانها الطريّة نحو شمس
تشرق من عينيّ اللتين لا تغيبان
إلّا عند بحر عينيك!
أفرح بتجعيدة جديدة في عنقي
لأنّني أعرف أنّ شفتيك ستلاحقان تعرّجاتها
وتزرعان عند منحنيات دربها قبلاتٍ دافئة
تنمو وتمتدّ جذورها في شراييني
وتعربش أغصانها الطريّة نحو شمس
تشرق من عينيّ اللتين لا تغيبان
إلّا عند بحر عينيك!
من كتابي أحببتك فصرت
الرسولة
الله
. نبيذ أديرة الجبال البعيدة .
أعرف
أننى لن أجد الروعة إلى في معتكفك
تقديري
تقديري
سلاسة
مذهله .......
يا
ماري ما بيشبع الحب يسكر من الخمرا الطيبي ، وكيف إذا كانت هالخمرا معتقا ، وجرار
أصليي ونضيفي
بوحٌ
شفيف .. لا تنقصه أناقة
كلماتك
ياماري تراتيل صلاة ٍ تتلوها شفاه العاشقين , مودتي .
روغة
والله روعة
أروع
ماقرأت على الشاعرية والثقة في النفس.
دقة
في التعبير.. تقرب القارئ من الحقيقة (في شكلها الأكثر جمالا)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق