الجمعة، 28 ديسمبر 2018

مرآة جديدة للسنة الجديدة (2009)


1 - قالت المرأة العتيقة للمرآة العتيقة: سأكسرك عند منتصف الليل الفاصل بين عامين لينكسر الشرّ الذي اختبأ فيك طيلة العام، وليكن للمرأة الجديدة مرآة جديدة في السنة الجديدة، ترى إلى وجهها فيها وتكتشف أنّ الوجه لم يعد هو نفسه لأنّ المرأة التي فيها لم تعد هي نفسها. إطار جديد ومرآة جديدة ووجه جديد للسنة الجديدة: تفتّت صورة المرأة التي كانت في المرآة القديمة تنتحب وهي تقف على أطلال عمرها تنكش الرمل وتذرف الدمع وتنتظر فلا ينبت إلاّ الشوك الجارح، توزّعت شظايا أفكارها قطعًا صغيرة مشوّهة، وتناثرت خفايا نفسها القلقة. وحين رأت إلى وجهها في المرآة الجديدة اكتشفت امرأة أخرى لا تريد إلّا أن تكون مع نفسها.
*****
2 - في ليلة رأس السنة وضعت المرأة كلّ رجل تعرفه في مكانه المناسب، واحتفلت وحدها بالعيد.
*****
3 - من يخبر الرجال أنني وجدت من تاقت إليه نفسي واشتاق إليه جسدي، فليتوّقفوا عن ادّعاءات الرجولة. فالرجل الذي أحبّه فضح سذاجة أفعالهم؟ ومن يخبر النساء أنّني وجدت من حلمت به أيّامي وانتظرته خلايا عقلي، فليمتنعن عن ادّعاءات الأنوثة، فالرجل الذي يحبّني يعرف كيف هي المرأة التي يريدها.
*****
4 - لا تدعُ أحدًا إلى حياتك إن لم يكن له مكان ووقت.
*****
5 - الأغنياء هم الذين يتسبّبون بزحمة سير خانقة خلال الأعياد، فالفقراء لا يملكون سيّارات ولا ثمن الوقود ولا ثمن الهدايا. عندما يصير الأغنياء هم الحلّ يحلّ على الأرض السلام.
*****
6 - يعود الإنسان الحديث إلى الكهوف والمغاور: يجلس في غرفته وحيدًا كما فعل الإنسان البدائيّ، يرسم على شاشة الكمبيوتر كلمات كما رسم الرجل المتوحّش على جدران المغارة صورًا، يخترع آلهة يعبدها كما فعل الإنسان الأوّل. ويحلم باليوم الذي يخرج فيه من قوقعته ويتواصل مع الآخر بلا خوف.
*****

7 - كلّ الذين يشعرون بالحزن خلال الأعياد هم الذين راهنوا على الناس ليفرحوهم، ولم يتعلّموا، على رغم التجارب والخيبات، أنّ الناس يسرقون الفرح ولا يهبونه. ويوم نتعلّم هذا الدرس نفرح في العيد الفرح الحقيقيّ الذي لا يسلبنا إيّاه أحد.
*****
8 - حين نفتح الهدايا ينتهي العيد.
*****
9 - قالت المرأة الجديدة لمرآتها الجديدة: تغيّري قدر ما شئت ولكن تذكّري أنّك لن تكوني على هذه الصورة بعد موتك بثلاثة أيّام!
*****
10 - يؤمن ذاك الرجل بالمحبّة والمتعة لأنّ كلتيهما لا تؤمن بالحصريّة.
*****
11 - ثمّة هدايا كلاسيكيّة لا تحتاج إلى تفكير وعناء كالأقلام والملابس، وثمّة هدايا هي بمثابة استثمار ماليّ مستقبلي كالمجوهرات واللوحات، وثمّة هدايا لا تدوم كالأزهار والحلويات. الكتب والتسجيلات الموسيقيّة وحدها تتطلّب دراية بالآخر ووقتًا للاختيار ولا تفقد قيمتها مع أنّها ليست ضربًا تجاريًّا مربحًا. ولذلك فالمقبلون عليها قلائل.
*****
12 - أهدت المرأة زوجها نبتة جميلة لأنّ الزاوية في المنزل خالية، وأهدى الرجل زوجته لوحة جميلة لأنّ الجدار فارغ، أمّا الحبّ الذي كان فلم يجد مكانا مع أنّ الفراغات كثيرة والأماكن الخالية باردة.
*****
13 - في البداية كانت هداياه ثمينة وجديدة، ثمّ صارت رمزيّة أو مستعملة، ثمّ صار يختار واحدة من الهدايا الكثيرة التي تقدّم إليه. وكانت النهاية. نهاية شيء جميل.
*****

14 - يحلو للناس ليلة العيد أن يرفعوا أصواتهم هازجين وأن يطلقوا المفرقعات الناريّة وأن يملأوا الدنيا صخبًا وغناء وعربدة، وأغلب الظنّ يفعلون ذلك كي لا يسمعوا أنين المرضى وصراخ المتألّمين وتنهّدات المتروكين، ولولا ذلك لما استطاع أحد أن يتابع حياته.
*****
15 - كنت مريضة فما زرتموني خوفًا من التقاط فيروس الإنفلونزا، ألم يقل الكتاب: كونوا حكماء كالحيّات؟؟
*****
16 - حذار! عكازك نفسه يمكنه أن يكون العصا التي تكسر جرّة أحلامك!
*****
17 - العواطف المهترئة والقبلات الدبقة والمواقف المجّانية أخطر من الاحتباس الحراريّ.
*****
18 - لن تكون السنة الجديدة جديدة ما لم يكن كلّ منّا إنسانًا جديدًا.
*****
* صحيفة "النهار" الثلاثاء 29 كانون الأوّل 2009

الأربعاء، 26 ديسمبر 2018

ضدّ النقّ المسيحيّ

مغارة الميلاد في إيليج - لبنان


عيد الميلاد عيد الفرح أكيد، هيك بشّروا الملايكة ولكن أي نوع فرح وأي نوع احتفالات، بعرف الحكي يللي بدّي قولو ما رح يفيد ولا رح يوصّل لمطرح ولكن تعوّدت إكتب ت فكّر بصوت عالي وفيكن ما تقروا ولا ينسمّ بدنكن:
1- إذا منشوف ع صفحات الفيسبوك عدد السيكار وكاسات النبيد وقناني الويسكي ومنحسب كم متر أرض بتشتري/ كنّا عرفنا ليش في خوف ع الوجود المسيحيّ
2- إذا منحسب ثمن زينة الميلاد بالبيوت ومنجمع سعر الطابات والتماثيل ومنشتري فين كم متر أرض/ كان المسيحيّ توسّع وما عاد خاف ع وجودو
3- إذا منحسب ثمن الأكل والحلويات والهدايا والتياب/ كان طلع معنا رقم خيالي بيشتري كتير من الأراضي وما بيعود المسيحي بيقدر يقول إنو في خوف ع وجودو بلبنان والشرق
4- إذا منحسب ثمن التماثيل الضخمة المرفوعة فوق التلال والجبال بهدف جذب "المؤمنين" وتنشيط السياحة الدينيّة/ كنا عرفنا إنو التوسّع بالعرض ضمانة أكبر من الارتفاع طلوع... لاحقين نطلع صوب السما
5- إذا منحسب كلفة الاحتفالات بالمناطق المسيحيّة والرسيتال والديكور والقرى الميلاديّة/ منعرف إنو بينشرى فيا كتير أراضي معروضة للبيع
6- إذا منحسب شو بيصرفوا المسافرين يللي جايين يعيّدوا مع أهلن وأكيد مع كتير نقّ وتكشير ومقارنة مع بلاد برّا، منعرف إنّو كان أريحلنا لو اشتروا أراضي يعملوها ع قياس طموحن وأحلامن...
الحكي عن التمسّك بالأرض مش شعار ولا موضة بيخلص وقتا... لاحقين ع المهرجانات والتماثيل والكنائس الفخمة... لاحقين نعمل زينة ونشرب نبيد وسيكار... خلّونا بالأوّل نضل بالأرض وبعدين منحتفل... هالحكي مش ضدّ الفرح يللي مرتبط بالميلاد، ومش ضدّ ينبسطوا الناس... ولكن ما ينقّوا ويبكوا ع وجودن بلبنان ويحطّوا الحقّ ع الكنيسة والزعما...
صور الزينة والتياب والحفلات الفاخرة صارت فاجرة بهيك وضع...خصوصا مع النق ع الوضع الاقتصادي والسياسي والفساد بالدولة... فرجاء حدّدوا الأولويّات وكونوا صادقين مع نفسكن، لأنّو التضحية كرمال الوطن ما بتكون بالروح والدم، فيا تكون بقيمة سهرة وثمن معطف فرو وحقّ قنينة عطر...
الشعوب يللي بدّها تبقى بأرضها بدها تتنازل عن شي عابر وآني ت تربح شي ثابت ودايم... والأرض هيي الثبات والضمانة وتجارب شعوب الأرض بتعلّمنا هالشي
في أحزاب وطوايف بلبنان قرّرت إنّو بدها تضل بلبنان وعم تعمل كل شي كرمال هالبقاء، اشترت أراضي وسلاح وزاد عددها وعم تعلّم ولادها فنون القتال إلى جانب العِلم وتحصيل الشهادات، وفي فئة مسيحيّة عم تركّز ع الـSavoir Vivre وتعلّم ولادها كيف بيعملوا حفلة شاي من الطراز الراقي!
القصّة قصة اختيار... ويللي بيختار ما لازم ينقّ...


الثلاثاء، 25 ديسمبر 2018

المقيم فيّ (النصّ العاشر من كتابي رسائل العبور - 2005)


Emile Vernon
1919 - 1872

خرج الرجل من تحت جلدي في ما يشبه الولادة المتعسّرة: في ألم وأمل!
ولكن حين امتلك هذا الكائن خصوصيّته، علمت أنّ الحبّ وحده لن يكفي للتعامل معه. بل تحتاج العلاقة إلى كثير من الحكمة والحريّة والمسافة، والقسوة أحيانًا. وعرفت، من دون أن أعرف كيف، أنّ ذاك الذي أسميته العابر احترامًا لكينونته وقدره هو المقيم المقيم. وهو الذي أدركت وجوده قبل أن يوجد. وهو الذي يجب أن أستعدّ دائمًا لمزاجيّة تحوّلاته.
ولعلّ أكثر ما يزعجني في مثل هذه التحوّلات عجزه عن الكلام حين تكون هذه اللغة هي الوحيدة المتاحة. ليس الكلام في المعنى الحرفيّ للكلمة، فنحن قد نثرثر لساعات، متناولَين تفاصيل اليوم، ومتبادلَين أحداث النهار وبدايات الليل، كلّ في مكان عمله، مع الطارئين على الحياة أو الثابتين فيها. ولكن ما أقصده هو الكلام النابع من الداخل والمعبّر عن مشاعر أو أفكار أو حاجات حميمة. كأنّما المر يحتاج إلى مزيد من الثقة بالآخر الذي هو أنا، أنا التي تشعر مرّات كثيرة أنّها الدخيلة الغريبة البعيدة المؤقّتة الهامشيّة العابرة. وهذا ما أتأكّد منه كلّما أصابه الندم بعد كلمة عميقة تفلت منه، أو عندما يطلق تعليقًا يزيل الحجب عن مكامن القلق فيه، أو عندما ينقل خبرًا كان من الأفضل ألّا يشير إليه، مع أنّ هذا الخبر يكون في أكثر الأحيان بسيطًا، عاديًّا، طبيعيًّا، متوقّعًا ومعروفًا. يصيبني عندئذ حزن غريب عمره آلاف السنين وأشعر بأنّي صغيرة وعاجزة ووحيدة، فتنكسر الأشياء والأصوات، ويغرق العالم في صمت ما قبل الصلب.
ومع ذلك فلا أعتقد أنّ هناك من هو أكثر وحدة من صديقي، هذا الذي يحبّ أن يصوّر نفسه وكأنّه أكثر الرجال شعبيّة، وقدرة على التواصل، وموهبة في التعاطي بالشأن العامّ، وذو براعة اجتماعيّة تخوّله الانسجام مع أصعب أنواع الناس.
وهذا كلّه صحيح، فلا أعتقد أنّ ساعات النهار والليل تكفي لينهي واجباته العائليّة، أو ليلبّي الدعوات الاجتماعيّة، أو ليشارك في المتاح أمامه من نشاطات فكريّة وثقافيّة. ولكنّ ذلك كلّه لم يقنعني بأنّه ليس إنسانًا وحيدًا وحزينًا. ألا يمكن أن يكون الأمر كلّه مجرّد رغبة منّي في أن أراه هكذا، كي أجد حاجة ماسّة إلى وجودي في حياة ممتلئة أساسًا بناس كثر، حتّى أنّي أتساءل إن كان غيابي أو حضوري سيشكّلان فرقًا.
منذ زمن بعيد وأنا اشعر بأنّ ثمّة رجلًا يقيم تحت جلدي ولا يشبه رجلًا آخر. وعندما التقيت صديقي وجهًا لوجه وأحببته كما هو، اكتشفت أنّه يشبه الرجل الذي أحبّ أن أكونه.

الاثنين، 24 ديسمبر 2018

راجعون راجعون راجعون (2010)

فاريّا
فقرا


جبيل

المسيحيّون المشرقيّون راجعون/ راجعون، وإن رحلوا أفراداً وجماعات/ راجعون، وإن تشتّتوا في شتّى أصقاع الأرض/ راجعون، وإن شرّدتهم خلافاتهم وانقساماتهم أو مزقتهم رصاصات الغدر وقنابل الحقد/ راجعون، وإن حوصروا في المدارس والبيوت أو بيعوا في أسواق المكاسب الدوليّة/ راجعون، وإن أخرس الظلاميّون أجراس كنائسهم وأحرقوا أيقوناتهم ومزّقوا أناجيلهم/ راجعون، مهما طال الزمن وبعدت المسافات وطُمست أمامهم معالم الطريق وسُدّت في وجوههم البحار وأُغلقت السماء/ راجعون، إلى فلسطين ولبنان والعراق وسوريا ومصر والأردن، ليملأوا الأرض غنًى وتنوّعاً بعدما حلّ عليها رماد الجهل.
مسيحيّو الشرق راجعون/ لأنّ المشرق العربيّ من دونهم سيغرق في رتابة اللون الواحد، وسينزف حتّى الموت من جرّاء صراعات مذهبيّة لن تصل إلى ذروتها إلاّ في غيابهم/ فمتى زال الوجود المسيحيّ تقاتلت المذاهب الإسلاميّة حتّى آخر مسلم/ فبعد المسيحيّين سيأتي حتمًا (سبق أن راح مسلمون كثر ضحايا أفكارهم التقدميّة) دور المسلمين الحقيقيّين، والمسلمين المنفتحين، والمسلمين المتعلّمين، والمسلمين المثقّفين، والمسلمين الواعين، والمسلمين المتحرّرين، والمسلمين المحبّين/ وبعدهم سيكون دور المسلمين الأقلّ تعصّباً والأقلّ تطرّفاً والأقلّ أصوليّة والأقلّ إجرامًا والأقلّ شراسة والأقلّ حقداً والأقلّ جهلاً/. وبعد المسيحيّين وكلّ هؤلاء المسلمين، سيكون دور الأطفال المسلمين إن ضحكوا، والنساء المسلمات أن تكلّمن، والعصافير إن زقزقت، والأزهار إن تفتّحت، والشمس إن أشرقت، والأمطار إن سقطت، والكواكب إن أنارت السماء/. بعد المسيحيّين وكلّ هؤلاء المسلمين ستنتحر الحجارة برمي نفسها من أعالي الجبال خجلاً، وستغرق الرمال في البحار قرفًا، وستخشى وريقات الأغصان من الإتيان بحركة ولو تسلّلت الريح خلسة لتسألها عن حالها، وسيذوب الثلج حزنًا، ولن تجرؤ أعشاب الأرض على أن تطلّ برأسها فوق التراب، وستجهض الأشجار ثمارها قبل أن تطالها يد الإجرام، وستغور مياه الأنهار كي لا تبرّد غليل الحقد.
بعد المسيحيّين/ ستضيق السجون بأصحاب الأحلام، وحملة الأقلام، وطارحي الأسئلة وجامعي الكتب/ وستكون الموسيقى الوحيدة المسموح بها هي عويل الثكالى ونواح الأرامل وبكاء الرضّع، وسيشكّل الناس القابعون أمام بيوتهم المخلّعة الأبواب في انتظار الخلاص لوحاتٍ لم تخطر على بال فنّان، بعيونهم المطفأة وأيديهم المبتورة وأفواههم التي خلت من الألسنة والأسنان. بعد المسيحيّين سيأتي دور المرضى والعجزة والمعوّقين والمثليي الجنسيّة والزوجات اللواتي يمارسن الجنس مع أزواجهن، وستصدر فتاوى وفتاوى مضادة، وسيسجّل المشرق العربيّ أرقامًا قياسيّة في أطول لحية وأسمك برقع وأقوى تفجير وأكبر عدد من القتلى وأسرع انهيار وأسوأ مصير وأضخم محرقة لكتب وشرائط أفلام وموسيقى وأشرس معارك بين أبناء طائفة واحدة/. فبعد المسيحيّين لن يكون هناك شعر ورواية ومسرح وسينما ورسم ونحت ورقص وموسيقى. لن يكون هناك إلاّ أفلام إعلانيّة تدعو إلى القتل وأفلام توثيقيّة يودّع فيها الانتحاريّون إخوة السلاح.
المسيحيّون راجعون لا في حروب صليبيّة أساءت إليهم أكثر ممّا أساءت إلى سواهم، ولا بدعم خارجيّ من دول تستغلّهم لتحقيق مطامعها، بل لأنّ رسالتهم هي أن يكونوا ملح هذه الأرض، ولأنّ الناجين من المسلمين الحقيقيّين والمنفتحين والمتعلّمين المتنوّرين والمثقّفين والواعين والمتحرّرين سيرحلون خلفهم إلى حيث يجدون مكانًا لفكرهم، ولأنّهم يعرفون أنّ المسيحيّين العرب ليسوا طارئين وليسوا غرباء وليسوا ضيوفًا وليسوا عابرين وليسوا محتّلين وليسوا كافرين، ولأنّهم معاً سيعودون نحو الشرق ليحرّروه من المغتصبين والأصوليّين والطغاة. المسيحيّون الحقيقيّون والمسلمون الحقيقيّون راجعون، لا ليتحاوروا في الدين، لأنّهم تعلّموا أنّ الحوار في الفكر هو الأهمّ، ولا ليقيموا مهرجانات العودة، لأنّهم تعلّموا أنّ الزرع يسبق الاحتفال بمواسم القطاف والحصاد، ولا ليؤسّسوا دويلات طائفيّة، فهم تعلّموا أنّ العيش الكريم هو الهدف وليس التعايش الخبيث، ولا ليقرّروا نسيان الماضي بل ليتذكّروه ويتعلّموا منه ويعلّموا أبناءهم أهمّ دروسه، وهو أنّ الفقر والجهل عرّابا الأصوليّة والعمالة.
المسيحيّون راجعون راجعون راجعون لأنّ حركة التاريخ لا تهدأ ولا تعرف الثبات، ولأنّ المجتمعات قادرة على مداواة جراحها لا الاكتفاء بلعقها، وعلى تجديد مياه الحياة فيها لا الغرق في أسن أقذارها، وعلى نفض الغبار عن مشاريع إنمائها لا الوقوف على أطلال مجدها الغابر. نعم، المسيحيّون المشرقيّون راجعون إلى إيمانهم وأصالتهم وتراثهم ودورهم وحريّتهم ومعتقدهم الواحد وإلى الأرض التي تنتظرهم وإن كان المخاض عسيراً.
المسيحيّون راجعون وكنت أتمنّى أن أكتب: المسيحيّون هنا حيث حضارتهم وفكرهم ولغتهم، إلاّ أنّ الوقت حان لنسمّي الأشياء بأسمائها.
*****
جريدة النهار - الثلاثاء - 9 تشرين الثاني 2010

الأحد، 23 ديسمبر 2018

الطفل يسوع والرجل المسيح





وقف المسيح الرجل على باب المغارة وخاطب الطفل يسوع من دون أن ينبس بكلمة:

هنيئًا لك يا أيّها الصغير الذي هو أنا

الذي هو أنت
الذي هو هو
هنيئًا لك
أحضروا إليك الليلة الهدايا والطعام
أمّا أنا فيحملون إليّ كلّ يوم الوجع والجوع
ويلقون على كتفي كلّ ليلة آلامهم لأحملها عنهم
وفي كلّ لحظة يضعون بين يديّ مرضاهم لأشفيهم
استمتعْ بما أنت فيه يا وحيد أمّك
فالرعيان أطيب قلبًا من جنود الاحتلال
والعلماء أبعد نظرًا من الحكّام
والخراف أكثر وداعة من خيول العسكر
والمغارة الصغيرة أكثر أمنًا من القصر الفخم
وترانيم الملائكة أعذب من صراخ الجماهير
والقشّ غير الشوك
كلْ ونمْ يا ابن أبيك
واترك لي عندما تكبر أقمطتك لأستر بها عريي على الصليب
افتح عينيك يا طفل السماء واستمتع بالوداعة في عيون زائريك
فغدًا لن ترى إلاّ نظرات السخريّة والشماتة والحقد
احمل سريرك وامش يا من تحمله الملائكة
فغدًا ستحمل صليب العار
اشربْ حليب أمّك يا خبز الحياة 
فغدًا سيسقونك الخلّ لعلّك تنسى خمرة الفصح
ماذا ستفعل بذهب المجوسيّ

يا من لا تعني كنوز الأرض لطفولته شيئًا
ويا من سيباع بالفضّة؟
ألن يكون التاج من شوك؟
ما حاجتك إلى اللبان يا مصدر العطر العذب
فالرائحة ستفوح من الدم النازف؟
وماذا يخيفك في المرّ 
يا من لا يحتاج إلى حنوط الموتى لأنّه هو الحياة؟

يد أمّك تداعب رأسك الصغير تنسيني آثار الإكليل في رأسي
ويد يوسف تمسك بيدك تبلسم في يدي جرح المسمار
وتسابُقُ أولاد الرعاة لحملك يذكّرني بسمعان القيروانيّ الذي ساقوه إلى حمل الصليب معي
بعدما تنكّر لي سمعان الصخرة
هل تعرف من أنت يا كلمة صار جسدًا كما أعرف من أنا؟
هل تستطيع أن تصنع الأعاجيب مثلي أم أنت في حدّ ذاتك أعجوبة السماء على الأرض؟
بعد أكثر من ألفي سنة يا صغيري الذي هو أنا، ستبقى صغيرًا

لا بل ستكون أصغر من كلّ الذين حولك
وأصغر من الطابات الملّونة المعلّقة فوق رأسك
وأصغر من الخروف والنجمة والملاك
فتكاد أمّك تصرخ بالناس:
شذّبوا أغصان شجرة الميلاد كي لا تخفي باب المغارة!

أنت الآن، وستبقى، بحجم حبّة القمح التي زرعتَها 
عجوز فقيرة في صحن فخّار عتيق ليلة عيد،
ومثلها جميل وكلّك حياة وخصب وعطاء
ومع ذلك فأنا أحسدك
لأنّ الناس يتسابقون لتحضير مكان ولادتك
أمّا أنا فيتسابقون لإعداد صليبي
كلّ ذلك لأنّك أنت لا تتكلّم
ولأنّني بالحقّ نطقت

دعني أنم إلى جانبك يا طفلاً صار أنا
ولم يكن يعي أنّه يعرف
فمشوارنا بدءًا من الليلة سيكون طويلاً
لكنّك لن تكون وحيدًا يا صديقي
فأنا معك إلى منتهى الدهور
لتنمو بالقامة والحكمة التي تلي الألم
أراك منذ الآن تلعب مع أترابك
وتلهو مع أولاد الجيران
وتعود إلى البيت لتطرح على أمّك الأسئلة الصعبة
فتنظر المرأة إلى يوسف طالبة منه المساعدة
فيلتفت إليك النجّار الطيّب ويقول: 
عدْ إلى اللعب الآن، وستجد الأجوبة من تلقاء نفسك

وبالفعل سيحصل ذلك ليلة ذهابك إلى الهيكل

وأنت في الثانية عشرة من عمرك
تلك الليلة بكيت ولم يكن معك سواي
سالت دموعك كما في بستان الزيتون
ومن خلال حجاب الدمع رأيتني للمرّة الأولى ولم تُفاجأ
ولم تهرب ولم تغمض عينيك
تركت دموعك تنسكب بصمت
وأنت تكتشف دمعة بعد دمعة من أنت ومن أنا
تنظر إلى المغارة وترى ولادتك
وتنظر إلى المغارة وترى قيامتك
وتتمنّى لو كان في إمكانك 
ألاّ ترى مسيرة الجلجلة التي امتدّت بينهما...

في تلك الليلة التي لا أحد يعلم بشأنها إلاّ الآب
عرفت ماذا ينتظرك فخفت
وطلبت منّي أن أُبعد هذه الكأس
فأجبتك: ولكنّي لأجل هذا أتيت
سألتني إن كانت الجراح تؤلم
قلت لك: المعاناة تؤلم أكثر
سألتني إن كان النزف سيتواصل
قلت لك: إلى أن تصير الأرض سماء
سألتني: هل الموت مخيف؟ 
قلت لك: ليس لمن يحبّ
سألتني: لماذا أنا؟ 
قلت لك: لأنّك الكلمة
***
صحيفة النهار - الثلاثاء 21 كانون الأوّل 2010

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2018

يوم اللغة العربيّة 18 كانون الأوّل 2018



في يوم اللغة العربيّة:
أكثر الذين يدّعون عشقها كاذبون
أكثر الذين يعلّمونها أميّون
أكثر الذين يكتبونها مقلّدون مجترّون
الذين يقرأونها ينقرضون
الذين يتعلّمونها مشمئزّون
الذين يحاولون إحياءها ضائعون بين أصوليّة إملائها ولبنانيّة سعيد عقلها...
***
في يوم اللغة العربيّة:
ليس بين الرؤساء والزعماء والقادة خطيب مفوّه كالرئيس بشارة الخوري والياس ربابي وإدمون رزق...
ليس بين الصحافيّين أديب على مثال توفيق يوسف عوّاد وإميلي نصرالله وغسّان تويني وطلال سلمان وسمير عطاالله وشاعر من طراز شوقي أبي شقرا وأنسي الحاج، وإعلاميّ من طينة إيلي صليبي وعادل مالك...
ليس بين المسرحيّين نضال الأشقر وكميل سلامه ومروان نجّار...
***
في يوم اللغة العربيّة:
نتذكّر معارض كتب سبقت الانقسام الطائفيّ بين معرض ذي حالة إسلاميّة طاغية وآخر ذي مسحة مسيحيّّة ظاهرة.
ونبحث عن مدارس تسأل الأهل في امتحان القبول إن كان أطفالهم يعرفون الأحرف والأرقام والألوان والأشكال الهندسيّة باللغة العربيّة لا الأجنبيّة... وعن مدارس لا تعاقب التلميذ إن نطق بالعربيّة خرج حصصها القليلة، وعن مدارس تُبرز مسؤولي اللغة العربيّة فيها بلا منّة أو مسايرة ولا تسمح لألسنة لأهل المتفرنجين والمدراء الأغبياء بالتبرّز على نتاجهم وعطاءاتهم... وعن مدارس حين نتصفّح مواقعها الإلكترونيّة لا نرى سوى صور لحفلات دينيّة وأنشطة رياضيّة وسهرات اجتماعيّة وملاعب أكبر من المكتبات، وصالات أكل أفخم من الصفوف، ورحلات سياحيّة أكثر من القراءات الشعريّة...
***
في يوم اللغة العربيّة تكتب المقالات وتقام مجالس العزاء، لكنّ الميت (قتلًا) عجوز مريض مقعد مشلول خرِف (بعدما عجّزوه وأقعدوه وشلّوا حركته)، والندّابين ينتقلون من مأتم إلى آخر يقدّمون واجب المواساة من دون دمعة صادقة أو حُرقة حقيقيّة أو حزن معد...
***
في يوم اللغة العربيّة، وهو الأخير لي وأنا في مجال التربية، أعلن ندمي على اختيار التعليم وعلى اختيار الكتابة... وأسفي لأنّي وضعت لآلئ قليلة ورثتها أمام من داس عليها وطمرها في الوحل والقذارة...
ومع ذلك أعترف بأسفي على مشاريع كثيرة وأفكار مجنونة وأحلام كبيرة ستبقى في البال إلى أن تجد فسحة إبداع وحريّة وشجاعة...
***
هل أكتب بمرارة وسخط؟
نعم بمرارة وسخط... وأنا أرى إلى الصدور المعلّق فوقها أوسمة باسم التربية وفيها قلوب لا تعرف الرحمة... وأنظر إلى الصورة الإعلاميّة المبهرجة لمدارس مهرّجة... واللائحة تطول...


الاثنين، 17 ديسمبر 2018

أجواء ميلاديّة -2 : شجرة الميلاد (2010)

من احتفالات عيد الميلاد في القدس

أيّة شجرة ميلاد هي الأجمل؟
هل هي ذات الزينة المنطبعة بلون الحزب أو التيّار؟ أم هي تلك المملوءة فراشات؟ أم هي تلك التي توزّعت على أغصانها الخضراء البلا حياة عصافير بلا أصوات؟ أم هي تلك التي ارتدت حلّة زهريّة لأنّ فتاة صغيرة ولدت للعائلة؟ أم هي تلك الذهبيّة المشعّة كعرش ملك أعجميّ؟
يتنافس الناس بين بعضهم وينافس كلّ واحد نفسه. إذ لا يجوز أن تشبه زينة الشجرة تلك التي عند الجيران ولا تلك التي استعملت العام الفائت. فالواجب الدينيّ يقضي (على ما يبدو) بأن يكلّف المرء نفسه أكثر من طاقته كي تصير الشجرة هي الهدف في حدّ ذاته، إلاّ إذا اعتبرناها وسيلة ولكن لكي تتيح لصانعها أن يتباهى بها أمام جيرانه وأصدقائه وعائلته.
ومصمّمو شجرات الميلاد مصمّمون كذلك على تحدّي أنفسهم، فلا يجوز أن تستعاد الزينة بين عام وآخر أو أن تتشابه وإلاّ اعتُبر الأمر إهانة لمستوى العائلة الاجتماعيّ، وإهانة لذكاء المصمّم وإبداعه.
الطابة الواحدة أيًّا يكن لونها أغلى من ثمن الخبز طيلة الأسبوع.
النجمة فوق الشجرة أغلى من كيلو بندورة.
الملاك المبشّر الجميل فوق المغارة أغلى قنينة غاز.
الخروف على باب المغارة أغلى من كيلو اللحم.
الطفل يسوع في مزوده الصغير أغلى من غطاء صوف لطفل لا حيوان يمنحه الدفء.
ولكن ما يلفت الانتباه في موضوع هذا السباق لتأمين أجمل شجرة للعيد هو أنّ المسيح الرجل ينظر إلى المسيح الطفل ويقول له: هنيئًا لك، يتسابقون لتحضير مكان ولادتك لأنّك لا تتكلّم، أمّا أنا فيتسابقون لإعداد صليبي لأنّني بالحقّ نطقت.

الأحد، 9 ديسمبر 2018

متى الغفران المسيحيّ؟ (2009) - (من سلسلة الموارنة مرّوا من هنا)

منحوتة من خشب الأرز للفنّان رودي رحمة - غابة الأرز - لبنان


أربعة أسباب قد تدفع زعيمًا لبنانيًّا لمصالحة عدوّه أكان هذا العدو شخصًا أم دولة:

السبب الأوّل: الرغبة في الغفران والتعالي فوق الإساءة مهما كان حجمها، وهذان الأمران ينبعان من التزام دينيّ يجعل الإنسان الملتزم في داخل هذا الزعيم يتصرّف بوحي إيمانه وانسجامًا مع التزامه.

السبب الثاني: وضع مصلحة الطائفة التي ينتمي إليها هذا الزعيم – وما من زعيم لبنانيّ لا يمثّل طائفة – فوق كلّ اعتبار، وهذا يعني تخطّي المشاعر الشخصيّة والاعتبارات الذاتيّة من اجل إنقاذ الطائفة من تداعيات هذه العداوة.

السبب الثالث: وضع مصلحة البلد في سلّم أولويّات هذا الزعيم، فينسى (أو لعلّه يتناسى) حقده وغضبه، ويترفّع عن الثأر الشخصيّ (أو لعلّه يؤجّله) إذا كان في ذلك خلاص الوطن.

أمّا السبب الرابع فيكمن في طبيعة بشريّة لا يتخطّاها إلاّ القدّيسون والأبطال الشهداء وهو الخوف على الذات من مصير قاتم ينتظر هذا الزعيم إن استمرّ على عدائه شخصًا أو دولة لا قدرة له على الانتصار عليهما. فأيّ سبب من هذه الأسباب جعل الزعيمين اللبنانيين وليد جنبلاط وسعد الحريري يعلنان استعدادهما لزيارة سوريا متى سمحت الظروف؟ فالزعيمان المذكوران لا يزالان يعتبران أنّ النظام السوريّ مسؤول عن مقتل والد كلّ منهما، وأنّ كمال جنبلاط ورفيق الحريري راحا ضحيّتي النفوذ السوريّ والرغبة في الهيمنة على لبنان. ومع ذلك يعلنان أنّ لبنان لا يستطيع الاستمرار في عدائه للجارة الشقيقة.

فإذا كان الغفران المنبثق من التزام دينيّ هو الذي يجعل هذين الزعيمين يتخطّيان اغتيال والد كلّ منهما، فلماذا لا يتعلّم الزعماء المسيحيّون الغفران منهما بعدما عجز دينهم المسيحيّ القائم على الغفران عن تعليمهم ذلك؟ وإذا كانت مصلحة الطائفتين الدرزيّة والسنيّة تفرض على زعيميهما تناسي الماضي والارتفاع فوق مآسيه لإعلان عهد جديد من العلاقات السياسيّة مع دولة مجاورة هي امتداد لطائفتيهما، فلماذا لم يتعلّم زعماؤنا المسيحيّون ذلك من العهد الجديد في إنجيلنا، وفيه دعوة كي نكون حكماء كالحيّات وودعاء كالحمام؟ وإذا كانت مصلحة البلد كما يعبّر الزعيمان الدرزي والسنيّ تقضي بمصالحة سوريا، فلماذا لا يتّعظ زعماؤنا المسيحيّون الحريصون على مصلحة البلد كما يعلنون في كلّ مناسبة ويصالح الواحد منهم أخاه قبل أن يقدّم قربانه على مذبح الربّ، وبدل أن يحوّلوا البلد أضحية على مذبح أنانيّاتهم؟ أمّا إذا كان الزعيمان اللبنانيّان خائفين على نفسيهما ومصير زعامتهما، وهما اللذان يتمتّعان بوحدة طائفتيهما المتكتّلتين حولهما وباتصالات عربيّة وعالميّة تجعلهما مطمئنّين ولو إلى حين إلى إمكان تأجيل أيّ حكم بحقّهما، فهل يعني ذلك أنّ زعماءنا المسيحيّين لا يزالون مقتنعين بأنّ مسيحيي لبنان لا يزالون محور اهتمام العالم وأنّ شعرة من رؤوسهم لن تسقط كي لا يسقط استقرار المنطقة وأنّ لبنان لا يطير إلاّ بجناحيه المسيحيّ والمسلم وأنّ الله لن يتخلّى عن كنيسته ولو تخلّوا هم عنها؟

المسيحيّون في لبنان يحسدون أبناء الطوائف الأخرى على زعمائهم: يحسدون الطائفة الشيعيّة على نبيه برّي، رجل السياسة، الذي كسر نظام الجامعة اليسوعيّة وحقّق لفتاة متفوّقة تستحقّ كلّ تكريم ومساعدة في تحقيق حلمها في الدراسة الجامعيّة، وعلى تكامله مع السيّد حسن نصر الله الذي يملك الذراع العسكريّة التي لا تلوى؛ ويحسدون الطائفة السنيّة على سعد الحريريّ الذي وضع ثروته في خدمة أبناء الطائفة، وبعلاقاته الدوليّة والعربيّة وفّر لهم غطاء يحميهم من تقلّبات الطقس السياسيّ؛ ويحسدون الطائفة الدرزيّة على وليد جنبلاط المدعوم من مشايخ الطائفة، والذي يعرف متى يزور الأمير طلال أرسلان ومتى يستقبل وئام وهّاب. أمّا المسيحيّون، الموارنة تحديدًا الذين يفوق عدد قادتهم الروحيّين والزمنيّين عدد الأتباع، فما عادوا ينتظرون من زعمائهم إلاّ المجازر العسكريّة بهدف توحيد السلاح، وتضييع الهويّة بحجّة الانفتاح مرّة على الشرق ومرّة على الغرب، و"الزحفطونيّة" من اجل الوصول إلى أقرب كرسي.
***
النهار - الأربعاء 22 تمّوز 2009

مشاركة مميزة

فتاة تدخل ومعها تفاصيل حين نهتمّ بها، حياتنا أجمل - 5 تشرين الأوّل 1993

فتاة تدخل ومعها تفاصيل حين نهتمّ بها، حياتنا أجمل حضرة الأستاذ زاهي وهبي في الرّسالة الأولى، أردت أن ألفت انتباهك إلى بعض الأم...

من أنا

صورتي
الريحانيّة, بعبدا, Lebanon
صدر لي عن دار مختارات: لأنّك أحيانًا لا تكون (2004)، رسائل العبور (2005)، الموارنة مرّوا من هنا (2008)، نساء بلا أسماء (2008)- وعن دار سائر المشرق: كلّ الحقّ ع فرنسا (رواية -2011- نالت جائزة حنّا واكيم) - أحببتك فصرت الرسولة (شعر- 2012) - ترجمة رواية "قاديشا" لاسكندر نجّار عن الفرنسيّة (2012) - ترجمة رواية "جمهوريّة الفلّاحين" لرمزي سلامة عن الفرنسيّة (2012) - رواية "للجبل عندنا خمسة فصول" (2014) - مستشارة تربويّة في مدرسة الحكمة هاي سكول لشؤون قسم اللغة العربيّة.