إلى سائليّ عن موعد صدور كتابي الجديد:
في زمنٍ لم نجد له بعد صفة
تفي بشاعته حقّها
في زمنٍ تغيب عنه العدالة والرحمة
وتُغتال الفلسفة ويُهمّش المنطق
في زمن القتل المشروع والذبح الحلال
في زمن
الإعلام المسموم والمسمِّم وصحافة الجسد وتلفزيون الواقع
في زمن
الهواتف الذكيّة والناس الأغبياء
في زمن
فقر الصحافيّين المدقع والثراء الفاحش الذي يتنعّم فيه أصحاب الصحف
في زمن
انهيار دور النشر وإفلاس المكتبات وكثرة الكتّاب على مواقع التواصل الاجتماعيّ
في زمن
تنتشر فيه توقّعات ليلى عبد اللطيف (وإخوانها وأخواتها) وتغنّي رلى يمّوت
(وإخوانها وأخواتها)
في زمنٍ
يكون فيه نجوم الغناء فقط (لا الشعراء) سفراء النوايا الحسنة...
في زمنٍ
لا يدعى فيه الأدباء ليكونوا عاملين في الشأن العامّ (البلديّ مثلًا)، ولا تكرّمهم
بلداتهم (على الأقلّ بلداتهم...)
في زمنٍ
الأركيلة فيه أغلى من الكتاب، وثمن الحذاء يساوي أربع مقالات في الشهر...
في زمنٍ
تحصد فيه نصوصي مئات اللايكات، وحين وزّعت كتبي مجّانًا لم يبالِ إلّا عشرات،
في هذا
الزمن بالتحديد، لن أصدر كتابًا ولن أقيم حفل توقيع يليه شرب نخب المناسبة، بل
سأحتفل وحدي بمرأى النيران وهي تلتهم كتبي فلا تصير وليمة للصراصير!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق