الأحد، 21 أغسطس 2016

من يوميّات الفيسبوك (21 آب 2016)


2011
بالإذن من نزار قبّاني، الذي تهمس امرأة قصيدته في حزن: وأعود إلى طاولتي لا شيء معي إلاّ كلمات. ومع الاعتذار من شكسبير، ومن بطله هاملت الذي صرخ في لوعة من اكتشف هباء كلّ شيء وهشاشته: كلمات...كلمات...كلمات.
ولتسمح لنا داليدا التي تصرخ في وجه الحبيب الذي يغدق عليها كلماته: ما تقوله ليس إلاّ كلمات مزروعة في الريح! ما الذي قد نريده يمكن أن يفوق الكلمات أهميّة؟ ألا يكفي أن نعود إلى أماكننا وبيوتنا وغرفنا ومعنا كلمات ليست كالكلمات؟ أوليس نزار نفسه هو من وضع على لسان المرأة قوله: قل لي ولو كذبًا كلامًا ناعمًا / قد كاد يقتلني بك التمثال فيجيبها هو: كلماتنا في الحبّ تقتل حبّنا / إنّ الحروف تموت حين تقال أمّا الكتابة فتحصّنها ضدّ الموت.
أليست كلمات شكسبير هي التي تعيد إحياء شخصيّاته كلّ يوم وفي كلّ مكان في العالم؟ أليست هي التي خلّدت اسمه وأدبه وحمت جثمانه من عبث العابثين حين طلب أن يكتب على مدفنه عبارة تقول: البَرَكة لمن يتركني مرتاحًا في مدفني واللعنة على من يزعجني؟ أليست داليد نفسها هي التي غنّت أنّها تريد الموت على المسرح، تحت الأضواء، وهي توزّع كلمات تحملها الريح إلى كلّ عاشق في الأرض؟
******
حين يرسل إليّ صديقي البعيد كلماته القليلة أكتشف كيف يصعب على كثيرين أن يجدوا كلماتهم. وإن وجدوها واجهوا صعوبة في رؤيتها مرسومة أمامهم على الورقة أو الشاشة. ولذلك يحلو له أحيانًا أن يستعير كلماتي، أو أن يقول لي وهو يمزج ما بين المزاح والجدّ: اكتبي بالنيابة عنّي فأنت تعرفين ماذا أريد أن أقول لك. أو يقول لي وهو يبدي دهشة تبدو جديدة كلّ مرّة: كم يسهل عليك أن تكتبي عن مشاعرك، أو تتحدّثي عنها. وكنت دائمًا أجيبه كأنّني أستمع إليه للمرّة الأولى: عري النفس أصعب على الإنسان من أيّ شيء آخر، ولكن إن لم يفعل ذلك فسيبقى مختبئًا تحت ألف قناع وقناع ولو خلع عنه كلّ ملابسه.
******
شكرًا لكلّ الذين يكتبون، فكلماتهم تنقذنا من عجزنا عن الكلام أو الكتابة. وهل يستطيع أحدنا أن يقول لتوأم روحه أجمل من قول "هاملت" لصديقه حين خاطبه؟ هوراشيو إنّك لرجل شريف، لن ألتقي بمثيله.... أنت الذي اختارته نفسي منذ أن بدأت تميّز بين الناس، لأنّك كالذي عانى كلّ شيء فأصبح بذلك لا يعاني شيئًا، يتلقّى من الأقدار الخير والشر بامتنان واحد، وطوبى لهؤلاء الذين يتوازن عندهم العقل والعاطفة، فلا يصبحون مزمارًا في يد الحظ يعزف عليه ما يشاء، اعطني هذا الرجل الذي يرفض أن يكون عبدًا لأهوائه وسوف أضعه في قلب قلبي.


************
2012
جنوننا يا حبيبي أطرف جنون في العالم، تعال نمارسه بلا خجل!
 ***
ما لم توضع في مناهج التربية والتعليم حصّة دراسيّة اسمها : 
دروس في الإنسانيّة 
فلن تستقيم أمور مجتمعنا
 ***
قصيدة عشق قصيرة جدًّا:
تعال
 ***
إلى صديقي المشغول عنّي بمتابعة نشرة الأخبار:
قبّلني فتهدأ الأحوال في البلد! 
هذا على الصعيد المحلّي
أمّا لكي تستقرّ الأوضاع على الصعيد الإقليميّ
فعليك أن تترك الريموت كونترول
ولكن إن أردت سلامًا عالميًّا حقيقيًّا
فليس أمامك سوى أن تترك كلّ شيء وتتبعني
 ***
كيف نمحو الدم المتخثّر في الذاكرة؟
************
2013
ما دمنا قد اتفقنا على أنّ قبلة العنق، 
على مسافة همسة من الأذن، 
هي الأساس
فلن نختلف في من يبدأ!
 ***
يا حبيبي عندما أكتب لك على صفحة الفيسبوك فلكي تعلّق... مواعيدك وتحضر حالًا!!!

                                              ************
2014
Jamila Abdul Rida
صباح الخير أيّتها الجميلة الساهرة على المعنى!
تغار الشمسُ من نهر شِعرِك المجدول بأنامل الحبّ
فكيف تغرقُ من لا تعرف إلّا الطيران؟
*** 
قميصُك الأزرق على حبل الغسيل حرقَ قلوبَ الفراشات!
 ***
حين نلتقي أبادره بدلال: مين إنت؟ مين إنت؟ جِسمك ع راس لساني...
فيجيبني مشاكسًا: قِلت معقول ما تعرفيني كرمال هيك لبست القميص الأزرق..


************
2015
يا خوفي يكون صاحب القميص الأزرق هويّ القصّة يللي عم تكتبني، ومش عم لاقي كلمات ت إكتبها...

اسمحي لي ايتها الكبيرة، بالقول: اتسعت القمصان الزرق أم ضاقت، على صاحبها، فكتابتها لك تحتاج إلى خيوط حرير ليست من هذا العالم، بل "صنعت في السماء".
Marie Kossaifi
ننسج على منوالك أستاذنا... ولا فضل لنا سوى أنّنا أصغينا إليك بانتباه
Elie Saliby
ايتها الكبيرة في زمن الأقزام... ما من مرة نطقت بعبارة لتصل الى منسوب لغتك الا ووجهتها إلى الاعلى لتتسلق ضفائر "الرسولة" وخاتمة الشعراء والشاعرات.
Marie Kossaifi
ما قيمة جائزة نوبل المشكوك في خياراتها أمام جائزة نبلك البريئة من كلّ دنس؟ أكرمتني وشرّفتني أستاذي!


ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

فتاة تدخل ومعها تفاصيل حين نهتمّ بها، حياتنا أجمل - 5 تشرين الأوّل 1993

فتاة تدخل ومعها تفاصيل حين نهتمّ بها، حياتنا أجمل حضرة الأستاذ زاهي وهبي في الرّسالة الأولى، أردت أن ألفت انتباهك إلى بعض الأم...

من أنا

صورتي
الريحانيّة, بعبدا, Lebanon
صدر لي عن دار مختارات: لأنّك أحيانًا لا تكون (2004)، رسائل العبور (2005)، الموارنة مرّوا من هنا (2008)، نساء بلا أسماء (2008)- وعن دار سائر المشرق: كلّ الحقّ ع فرنسا (رواية -2011- نالت جائزة حنّا واكيم) - أحببتك فصرت الرسولة (شعر- 2012) - ترجمة رواية "قاديشا" لاسكندر نجّار عن الفرنسيّة (2012) - ترجمة رواية "جمهوريّة الفلّاحين" لرمزي سلامة عن الفرنسيّة (2012) - رواية "للجبل عندنا خمسة فصول" (2014) - مستشارة تربويّة في مدرسة الحكمة هاي سكول لشؤون قسم اللغة العربيّة.