(رامبراندت)
المرأة العجوز
(بول سيزان)
هنري مانويل (1930)
(ماثيو شيثام)
أطلق الأميركيّ شارلز ليرد (88 عامًا) طلقة ناريّة واحدة على رأس زوجته (86) في مركزّ صحيّ لرعاية المسنّين فأرداها قتيلة. وقالت ابنة الزوجين كايثي بالماتير (68 عامًا) أنّ أمّها أصيبت بالخرف منذ خمسة أعوام، وبقي والدها يهتمّ بها بمفرده إلى أن ازدادت حالها سوءًا منذ ثلاثة أشهر، فنقلها إلى دار المسنّين، وبقي يزورها ثلاث مرّات في النهار ويطعمها إلى أن أرهقه ذلك. كان عمله قتلاً رحيمًا، تقول الابنة.
تعدّدت الحضارات، والموت واحد.
يزداد شعور الإنسان بالوحدة يومًا بعد يوم، ووسائل الاتّصال الكثيرة والمتطوّرة باردة ولا تعطي لمسة دافئة أو ابتسامة حنونًا أو قبلة مشاركة. فكلماتنا عبر الأثير تضيع في الأثير في حين أنّ التواجد مع الآخر هو الفعل الأكثر إنسانيّة. المعوّقون مبعدون إلى مراكز طبيّة، المتقدّمون في السنّ مهملون في دور العجزة، المدمنون على المخدّرات يرسلون إلى أماكن متخصّصة، الأيتام لهم مؤسّسات خاصّة، المرضى قابعون في المستشفيات. كلّ هؤلاء يحتاجون إلى رعاية دائمة من أقرب أفراد عائلاتهم ومع ذلك متروكون هم لخدمات تقنيّة، مطلوبة وضروريّة بلا أدنى شكّ، ولكنّها تبقى ناقصة من دون التزام بمشاعر الآخر الذي يعاني.
الرجل الأميركيّ تعب من الاهتمام بامرأة مريضة من دون أن يكون هنالك من يساعده. نحن في الولايات المتحدّة التي تريد أن تعلّم الناس الحريّة. الرجل اللبنانيّ تعب من تأمين القوت لزوجته وأولاده، نحن في بلاد الأرز التي ساهم أحد أبنائه، شارل مالك، في وضع شرعة حقوق الإنسان. الأوّل مسيحيّ والثاني مسلم، فإلى أين المفرّ؟ وما تعريف هذه الحضارة التي تتباهى بامتلاكها أحدث الاختراعات والاكتشافات وتفتخر بأنّها ملتقى الديانات السماويّة؟
كم يسهل إطلاق الأحكام والنظريّات حين يكون الواحد منّا مرتاحًا في حياته وإلى وضعه الصحيّ والماديّ وإلى وضع من يحبّهم، أو إن كانت قدرته على الاحتمال أقوى ممّا يملكه سواه! ولكن إن اعتبرنا أنّ الرجل الأميركيّ كان يريد قتل المرض فأردى زوجته خطأ، والرجل اللبنانيّ كان يريد قتل الفقر فقضى على زوجته وأولاده بلا قصد، إن اعتبرنا ذلك، أقول، وجب علينا أن نتّهم الإنسانيّة كلّها بإطلاق النار على الضحايا هنا وهناك حين صمّت أذنيها عن سماع أنين المرضى ونواح الجائعين.
تعدّدت الحضارات، والموت واحد.
يزداد شعور الإنسان بالوحدة يومًا بعد يوم، ووسائل الاتّصال الكثيرة والمتطوّرة باردة ولا تعطي لمسة دافئة أو ابتسامة حنونًا أو قبلة مشاركة. فكلماتنا عبر الأثير تضيع في الأثير في حين أنّ التواجد مع الآخر هو الفعل الأكثر إنسانيّة. المعوّقون مبعدون إلى مراكز طبيّة، المتقدّمون في السنّ مهملون في دور العجزة، المدمنون على المخدّرات يرسلون إلى أماكن متخصّصة، الأيتام لهم مؤسّسات خاصّة، المرضى قابعون في المستشفيات. كلّ هؤلاء يحتاجون إلى رعاية دائمة من أقرب أفراد عائلاتهم ومع ذلك متروكون هم لخدمات تقنيّة، مطلوبة وضروريّة بلا أدنى شكّ، ولكنّها تبقى ناقصة من دون التزام بمشاعر الآخر الذي يعاني.
الرجل الأميركيّ تعب من الاهتمام بامرأة مريضة من دون أن يكون هنالك من يساعده. نحن في الولايات المتحدّة التي تريد أن تعلّم الناس الحريّة. الرجل اللبنانيّ تعب من تأمين القوت لزوجته وأولاده، نحن في بلاد الأرز التي ساهم أحد أبنائه، شارل مالك، في وضع شرعة حقوق الإنسان. الأوّل مسيحيّ والثاني مسلم، فإلى أين المفرّ؟ وما تعريف هذه الحضارة التي تتباهى بامتلاكها أحدث الاختراعات والاكتشافات وتفتخر بأنّها ملتقى الديانات السماويّة؟
كم يسهل إطلاق الأحكام والنظريّات حين يكون الواحد منّا مرتاحًا في حياته وإلى وضعه الصحيّ والماديّ وإلى وضع من يحبّهم، أو إن كانت قدرته على الاحتمال أقوى ممّا يملكه سواه! ولكن إن اعتبرنا أنّ الرجل الأميركيّ كان يريد قتل المرض فأردى زوجته خطأ، والرجل اللبنانيّ كان يريد قتل الفقر فقضى على زوجته وأولاده بلا قصد، إن اعتبرنا ذلك، أقول، وجب علينا أن نتّهم الإنسانيّة كلّها بإطلاق النار على الضحايا هنا وهناك حين صمّت أذنيها عن سماع أنين المرضى ونواح الجائعين.
هناك تعليقان (2):
Bonsoir Marie
إننا في زمن يفتخر فيه الأنسان بالتكنولوجيا و ما حققته دون أن يلاحظ او لا يريد ان يلاحظ ما أبادته هذه التكنولوجيا... ابادت ألمشاعر السامية التي تتكلمين عنها...يا ليت مقالاتك تنشر كرسائل توعية إلى من له أذان ربما نستطيع الإحتفاظ بالناس والإنسانية معاً...
عذراً على الأخطاء... هذه أول تجربة لي ,ألكتابة باللغة العربية على الحاسوب والفضل يعود لأسلوبك و أفكارك التي تجذب القراء...فشكراً
أشكرك أولغا/ كنت سأقول لك اكتبي بالفرنسيّة إن أردت ثمّ فكّرت في أنّني أفضّل أن يقرأ أصدقائي الذين يجيدون الإنكليزيّة آراءك ويستمتعوا بها
تحيّاتي
إرسال تعليق