جبيل
مغارة جعيتا
وسط بيروت
بشرّي
بعلبّك
22 تشرين الثاني 2010
لا رسائل تهنئة اليوم، لا هدايا، لا معايدة، إنّه مجرّد يوم عطلة. إنّه عيد الاستقلال في لبنان.
وهذا العيد هو بكلّ بساطة وعفويّة الدليل الأكيد على أنّنا شعب طائفيّ مهما ادّعى أكثرنا العكس.
نهنّئ بعضنا بالأعياد الدينيّة ولو كنّا لا نمارس ديننا بل ولو كنّا لا نعرف شيئًا عن ديننا أو عن دين الآخرين الذين نسعى كي لا ننسى توجيه المعايدة لهم فيعتبوا علينا.
اليوم لا هدايا للصحافيّين والموظّفين الرسميّين الذين تمتلئ مكاتبهم بالحلوى والأقلام وباقات الأزهار وبطاقات التمنيّات في الأعياد الدينيّة.
اليوم، لا أحد يجرؤ على الاتّصال بصديق ليقول له كلّ عام وأنت بخير، لأنّ الآخر سيعتبر الأمر مزاحًا وسيسخر من المتّصل به ويحوّل الأمر نكتة سخيفة يرويها لمن يلتقي بهم في يوم العطلة هذا.
ولكنّ الأمر لم يبدأ اليوم. وأكاد أجزم أنّه بدأ واستشرى غداة الاستقلال حين كان المعترضون أكثر من المرحّبين: فحين يكون في البلد من لا يريد للفرنسيّين أن يرحلوا، ومن يريد الانضمام إلى سوريا، ومن يريد أن يقيم دويلات طائفيّة (الآن مذهبيّة)، حين يكون كلّ ذلك موجودًا في بقعة صغيرة من الأرض، فذلك يعني أنّ الذين يهنّئون بعضهم بهذا العيد هم حفنة من السياسيّين الذين يبتسمون أمام الكاميرات ويتبادلون شرب الأنخاب (شمبانيا أو عصير ليمون).
فالاستقلال غير موجود لأنّنا لم نقتنع بوجوده منذ لحظة ولادته. وحين يقول أحدنا اليوم: ما في إستقلال، يعني تلقائيًّا: ما كان في إستقلال. وإلاّ ما سمحنا له بالاضمحلال. فطبيعة المجتمعات (الطبيعيّة) أن تنتقل من العبوديّة إلى الحريّة، ومن الاحتلال إلى الاستقلال، ومن الانعزال إلى الانفتاح. غير أنّنا فعلنا العكس. نلنا الاستقلال في يوم واحد، وبدأنا منذ ذلك التاريخ بالسعي إلى عبوديّة الفكر، ودعوة المحتلّ، والانعزال في تجمّعات ضيّقة.
لذلك، لن يرسل أحدنا اليوم رسالة قصيرة عبر هاتفه ليعيّد مواطنًا آخر كما يفعل خلال أعياد الميلاد ورأس السنة والفطر والأضحى، ولن يكتب رسالة إلكترونيّة يوزّعها على أصدقائه ويطلب منهم توزيعها على أربعة ملايين لبنانيّ وإلاّ ضاع لبنان، ولن يشتري أحد الحلويات، ولن يسبق جاره عند الصباح ليقول له: كلّ عام ونحن لبنانيّون حقيقيّون.
وكلّ ما قيل في المدارس خلال هذا الأسبوع، وكلّ الخطب الرنّانة التي ألقيت في المناسبة، وكلّ اليافطات التي تعلّقها البلديّات سنة بعد سنة، وكلّ الأغاني الوطنيّة (ضربنا الرقم القياسيّ في عددها) لن تنفع ما دام المواطن اللبنانيّ غير مقتنع بهذا العيد.
وكلّ عام وأنتم لبنانيّون. إن أردتم.
لا رسائل تهنئة اليوم، لا هدايا، لا معايدة، إنّه مجرّد يوم عطلة. إنّه عيد الاستقلال في لبنان.
وهذا العيد هو بكلّ بساطة وعفويّة الدليل الأكيد على أنّنا شعب طائفيّ مهما ادّعى أكثرنا العكس.
نهنّئ بعضنا بالأعياد الدينيّة ولو كنّا لا نمارس ديننا بل ولو كنّا لا نعرف شيئًا عن ديننا أو عن دين الآخرين الذين نسعى كي لا ننسى توجيه المعايدة لهم فيعتبوا علينا.
اليوم لا هدايا للصحافيّين والموظّفين الرسميّين الذين تمتلئ مكاتبهم بالحلوى والأقلام وباقات الأزهار وبطاقات التمنيّات في الأعياد الدينيّة.
اليوم، لا أحد يجرؤ على الاتّصال بصديق ليقول له كلّ عام وأنت بخير، لأنّ الآخر سيعتبر الأمر مزاحًا وسيسخر من المتّصل به ويحوّل الأمر نكتة سخيفة يرويها لمن يلتقي بهم في يوم العطلة هذا.
ولكنّ الأمر لم يبدأ اليوم. وأكاد أجزم أنّه بدأ واستشرى غداة الاستقلال حين كان المعترضون أكثر من المرحّبين: فحين يكون في البلد من لا يريد للفرنسيّين أن يرحلوا، ومن يريد الانضمام إلى سوريا، ومن يريد أن يقيم دويلات طائفيّة (الآن مذهبيّة)، حين يكون كلّ ذلك موجودًا في بقعة صغيرة من الأرض، فذلك يعني أنّ الذين يهنّئون بعضهم بهذا العيد هم حفنة من السياسيّين الذين يبتسمون أمام الكاميرات ويتبادلون شرب الأنخاب (شمبانيا أو عصير ليمون).
فالاستقلال غير موجود لأنّنا لم نقتنع بوجوده منذ لحظة ولادته. وحين يقول أحدنا اليوم: ما في إستقلال، يعني تلقائيًّا: ما كان في إستقلال. وإلاّ ما سمحنا له بالاضمحلال. فطبيعة المجتمعات (الطبيعيّة) أن تنتقل من العبوديّة إلى الحريّة، ومن الاحتلال إلى الاستقلال، ومن الانعزال إلى الانفتاح. غير أنّنا فعلنا العكس. نلنا الاستقلال في يوم واحد، وبدأنا منذ ذلك التاريخ بالسعي إلى عبوديّة الفكر، ودعوة المحتلّ، والانعزال في تجمّعات ضيّقة.
لذلك، لن يرسل أحدنا اليوم رسالة قصيرة عبر هاتفه ليعيّد مواطنًا آخر كما يفعل خلال أعياد الميلاد ورأس السنة والفطر والأضحى، ولن يكتب رسالة إلكترونيّة يوزّعها على أصدقائه ويطلب منهم توزيعها على أربعة ملايين لبنانيّ وإلاّ ضاع لبنان، ولن يشتري أحد الحلويات، ولن يسبق جاره عند الصباح ليقول له: كلّ عام ونحن لبنانيّون حقيقيّون.
وكلّ ما قيل في المدارس خلال هذا الأسبوع، وكلّ الخطب الرنّانة التي ألقيت في المناسبة، وكلّ اليافطات التي تعلّقها البلديّات سنة بعد سنة، وكلّ الأغاني الوطنيّة (ضربنا الرقم القياسيّ في عددها) لن تنفع ما دام المواطن اللبنانيّ غير مقتنع بهذا العيد.
وكلّ عام وأنتم لبنانيّون. إن أردتم.
هناك 3 تعليقات:
جميلة لطيف وظيفة. أنا فقط تعثرت على بلوق الخاص بك وأردت أن أقول بأنني استمتعت حقا تصفح بلوق وظيفة الخاص بك. في أي حال سأكون الاشتراك في خلاصتك وآمل أن تكتب مرة اخرى قريبا!
مرحبا هناك ، وجدت الخاص بك بلوق عبر جوجل في حين تبحث عن الاسعافات الاولية لنوبة قلبية ومشاركتك تبدو مثيرة جدا للاهتمام بالنسبة لي.
لدي بعض الحكمة الرائعة.
إرسال تعليق