الجمعة، 6 مايو 2016

الريحانيّة: حسم الصراع بين الديك والكلب

من بيتنا كنّا نرى السماء والبحر

من بيتنا صرنا نرى غابة الباطون

 (نشر هذا النصّ على مدوّنة الريحانيّة السبت 27 كانون الأوّل 2014)

    كنّا نستيقظ عند الفجر على صوت الديكة، فصرنا ننام آخر الليل على نباح الكلاب المرفّهة من على شرفات الشقق الفخمة... هذا ما كانت عليه الريحانيّة وهذا ما صارت إليه... ولكن لا تحسبوا أنّ قاطني هذه الشقق الأثرياء ارتفعوا مقدار سنتيمرات عن مزبلة ديكتنا... فحين تصدح من شققهم، بين نباح كلب وجواب آخر عليه، أغنيات فارس كرم ومحمد اسكندر ومن يشبههما في مستوى الشعر في أغنياتهما، نعرف أنّ ارتفاع أسعار الشقق حولنا إلى ما يقارب المليون دولار لا يعني أنّنا صرنا في بلاد الحضارة...
     كانت الجغرافية عندنا تتوزّع بين هذه الأمكنة:
جَلّ العودة، وجلّ الصرصور، وجلّ الخندق، وجلّ البيدر، وجلّ الطريق، وجلّ الحنّوش، ...
دوّيرة الحدّاد، دوّيرة العرايش، دوّيرة التين، دوّيرة المقصبيّة، دوّيرة ليمون البردقان،...
نقبة وديع، نقبة الخلّة، نقبة تامر، نقية المِئسَيْس، نقب الشمالي، نقبة الدكلة، نقب الجديد،...
خندق فندي، خندق المصريّ، ...
حرج رفقا، كرم الشيخ، زيتونة الأوتيل، نبعة بو رشيد، ...
     أمّا اليوم فأسماء المباني أجنبيّة، كأسماء الكلاب التي تنزّهها العاملات الأجنبيّات، يتسوّل المقيمون فيها شجرة عندنا، عندنا نحن أبناء البلدة الأصيلين، ليلعب في فيئها أولادهم...
     تقيم بلدتي في الغربة، وكلّما ارتفع بناء جديد فيها قصُر النهار، وصارت الشمس تغيب عن بيتنا خلف الطبقات العليا التي سرقت منّا الضوء وأغرقتنا في عتمة مبكرة...
     كان لكلّ بيت في بلدتي ديك يصدح فتولد الشمس من حنجرته، فصار في كلّ منها كلبٌ يخاف من الليل، فينبح ليستأنس بصوته...
     كان في كلّ بيت امرأة ترى أنّ أوراق الأشجار اليابسة طعام الأرض، فصار فيها سيّدات يأمرن بقطع الأشجار حفاظًا على النظافة...
     كان في كلّ بيت رجلٌ يقرأ في السماء علامات المطر وفي الأرض مواعيد العطاء، فصار فيها وجوه تقيم في إطار الغياب...

    كان في بلدتي دروب، وحين شقّت صدرها طريق الإسفلت العريضة، اسودّت عيشتنا وصدورنا وقلوبنا وأفكارنا... وصارت البلدة مدينة غرباء لا نعرف وجوههم ولا أسماءهم... نعرف فقط أنّهم أثرياء ويربّون كلابًا...

خاتم بلا قلب

اللوحة للفنّانة آن كلود أوليفاري وهي تحمل اسم: حزينة حتّى الموت

أنتظر عبورك بالصبر الفارغ إلاّ من الخوف

يحتفل الناس عادة بالبدايات
وما يظنّونه احتفالات نهائيّة
ليس إلاّ الصخب الذي يغلّف صمت الرحيل


بسبب الأزمة الاقتصاديّة
قرّرت النساء
أنّ الخروج في فستان واحد مع رجل مختلف كلّ يوم
أرخص من الخروج مع رجل واحد في فساتين مختلفة
أنت تشبه خاتمًا ثمينًا
يحمل قلبًا اسمه
"حجر ثمين"

أمدّ يدي وألمس وجه الطفلة التي كنتها
تبتسم لي بحنان وتسامحني مع أنّني خيّبت أملها.
إنّها أكثر حكمة منّي.

(من كتابي لأنّك أحيانًا لا تكون)

الأربعاء، 4 مايو 2016

تبّولة بلديّه

أكبر صحن تبّولة في لبنان


ت تعمل تبّوله بلديّه
ما بيكفّي تختار راس من روس البندورة الكبيرة المستويه
بدّك تنتبه ما تكون مضروبة ومهتريه...
ولا بيكفي تجمع كم باقة بقدونس من المساكب العائليّة
وتزيد عليا شويّة نعنع مسقيه بالميّه الطبقيّه
وتحطّ زيت معصور ع حماوة الطائفيّة وعم ينباع بدكاكين المذهبيّة
ولا بيكفّي تجيب برغل من مطحنة التوافقات الحزبيّه
وحامض من جنينات الإقطاعيّة
وبصله بيضا شهيّه من شي ضيعة جرديّه
وترشّ كمشة بهارات من المصالح الفرديّة


يا جماعة! الخَلطة شغله أساسيّه
والنَفَس الطيّب مش قصّة ثانويّه
والملح، الملح أكيد ما لازم يكون فاسد ولا من شطوط مجويّه
والإضافة النسويّة مش للزينة والعضويّه النفعيّه
التبّوله بدّا إيدين نضيفة خضرا طريّه
وإلّا رح تطلع هالتبّوله مش بلديّه
وبلا نكهة وبلا مازيّه...

ولكن ع الأكيد من بعد هالخبريّه
رح تكرهني الأكتريه
وتبلّش التساؤلات عن ميولي الانتخابيّه
وبالنتيجة رح بتضلّ القصّه هيي هيي
وما حدا رح يشدّ فيي
لمّا بتروح عليي
بدار البلديه


مشاركة مميزة

فتاة تدخل ومعها تفاصيل حين نهتمّ بها، حياتنا أجمل - 5 تشرين الأوّل 1993

فتاة تدخل ومعها تفاصيل حين نهتمّ بها، حياتنا أجمل حضرة الأستاذ زاهي وهبي في الرّسالة الأولى، أردت أن ألفت انتباهك إلى بعض الأم...

من أنا

صورتي
الريحانيّة, بعبدا, Lebanon
صدر لي عن دار مختارات: لأنّك أحيانًا لا تكون (2004)، رسائل العبور (2005)، الموارنة مرّوا من هنا (2008)، نساء بلا أسماء (2008)- وعن دار سائر المشرق: كلّ الحقّ ع فرنسا (رواية -2011- نالت جائزة حنّا واكيم) - أحببتك فصرت الرسولة (شعر- 2012) - ترجمة رواية "قاديشا" لاسكندر نجّار عن الفرنسيّة (2012) - ترجمة رواية "جمهوريّة الفلّاحين" لرمزي سلامة عن الفرنسيّة (2012) - رواية "للجبل عندنا خمسة فصول" (2014) - مستشارة تربويّة في مدرسة الحكمة هاي سكول لشؤون قسم اللغة العربيّة.